للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آتاه داخرين"١ قال أبو الفتح حمل "أتاه" على لفظ "كل"؛ إذ كان منفردًا، و"داخرين" على معناها ولو قلب ذلك لم يحسن، لو قال: وكل أتوه داخرين. ضعف، وذلك أنه لما قلت: وكل فقد جئت بلفظ مفرد، فإذا قلت: أتوه فقد حملت على المعنى وانصرفت عن اللفظ ثم إذا قلت: من بعد "داخرا" فأفردت فقد تراجعت إلى ما انصرفت عنه فكان ذلك قلقًا في الصنعة٢.

ومن باب الحمل على المعنى باب من هذه اللغة واسع لطيف طريف وهو ما يسمى بالتضمين: وهو إيقاع لفظ موقع غيره ومعاملته معاملته؛ لتضمنه معناه واشتماله عليه.

من ذلك اتصال الفعل بحرف ليس مما يتعدى به؛ لأنه في معنى فعل يتعدى به يقول ابن جني: اعلم أن الفعل إذا كان بمعنى فعل آخر، وكان أحدهما يتعدى بحرف، والآخر بآخر فإن العرب قد تتسع فتوقع أحد


١ النمل: ٨٧.
٢ المحتسب لابن جني ج٢ ص١٤٥.

<<  <   >  >>