للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والحرية تتفرع إلى ضروبٍ وأنواع متعددة، تشمل كل جوانب الحياة البشرية الروحية والعقلية والمادية، ولا تستثني أيَّ حقٍّ من الحقوق المترتبة عليها، إلّا ما تستوجيه شروط ولوازم الحياة الجماعية في حال التعارض بين الحق الفرديّ وحق المجموعة عليه.

- حرية التديُّن:

وهو حق الإنسان في أن يختار دينه وعقيدته من غير إكراهٍ ولا إجبار، لاعتبارٍ أساسي؛ هو حاجة الإنسان الماسة إلى تلبية حاجياته النفسية الوجدانية؛ لأن أصل كل حرية ينطلق من داخل النفس البشرية، فإذا ما تَمَّ لها ذلك, توجهت إلى العالم الخارجي في قوةٍ وتوازنٍ لتحقق ذاتها وفعلها الحضاري.

- حرية التعبير:

وهي الحق في أن يعلن الإنسان عن جملة أفكاره وقناعاته التي يعتقد فيها الصواب والصلاح له ولغيره, وهو حقٌّ ينتج عن عضوية الإنسان داخل المجتمع الإنسانيّ باعتباره جزءًا منه، ومسئولًا مكلفًا مدعوًّا إلى الإسهام فيه برأيه وفعله، إثراءً للتجربة الإنسانية, وتحصينًا لها من العثرات والنواقص.

جـ- حق المساواة:

دعا إلى المساواة بين بني البشر, وإلغاء صنوف التمييز من منطلق وحدة الأصل البشري الذي يعود إلى آدم -عليه السلام، فقال -عليه الصلاة والسلام: "كلكم من آدم وآدم من تراب" ١، وقال أيضًا: "والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" ٢.

وقد جاءت التشريعات الإسلامية معتبرة لهذا الحق الأصليّ في المساواة بين جميع الناس أمام القانون، لا مجال للحظوة الخاصة, ولا لدواعي القربى، ولا للعصبية العرقية أو الدينية.


١ رواه أحمد في مسنده: ٣/ ٣٦٧.
٢ رواه الإمام أحمد ومسلم والنسائي.

<<  <   >  >>