وهو حق أصلي مقدَّسٌ، تنتفي معه كل الفوارق المصطنعة وأشكال الَمَيْزِ الوهميّ بين الجنسين، ومنطلق الإسلام في ذلك وحدة الأصل المعبِّرة عن وحدة الجوهر الإنساني، ولا يكون من معنًى حينئذ، لتنوع الجنس بين الذكر والأنثى إلّا لضرورة الطبيعية البشرية المقتضية لتواصل النوع؛ قال تعالى:{وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى، إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى}[الليل: ٣، ٤]، وقال سبحانه:{وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}[النساء: ١].
إن تعليم البنت وإنارة عقلها وقلبها، أمرٌ لازمٌ حتى تنشأ على الوعي السليم الصحيح بوجودها ودورها, وما هي مؤهلة له طبيعيًّا واجتماعيًّا للقيام به داخل الأسرة والمجتمع, وبقدر ما يتنامى هذا الوعي وتتطور المهارات المكتسبة، تكبر المسئولية ويعظم الدور المنوط بعهدة المرأة؛ كشريكٍ فاعلٍ وعضوٍ في عملية التنمية الشاملة على كلِّ المستويات الاقتصادية والاجتماعية والحضارية, ولقد برزت المرأة في مراحل التعليم المختلفة بقدرات جد محترمة، وأثبتت جدارتها بأرقى الشهادات العلمية في مختلف الاختصاصات التي كانت إلى وقتٍ غير متأخر معدودة ضمن مشمولات الرجل وقصرًا عليه.
- حق العمل:
إن المرأة غير مستثناةٍ من هذه القاعدة الحقوقية الهامة لقوله تعالى:{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل: ٩٧]، وقال أيضًا:{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}[التوبة: ١٠٥].
ولقد أثبتت المرأة، عندما فُسِّحَ لها باب العمل, واقتحمت مجاله بكل جرأة واقتدار، أنها لا تقل قيمةً ولا جدارةً ولا إمكانياتٍ، بل استطاعت بما أودعه