للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الجريدة الرسمية الرد على مفتريات "ليجبت" ولم تستمر ليجبت خصيمة للخديوي وحكومته فترة طويلة إذ استطاع الأمير أن يمضي مع ناشرها المسيو "أنطوان موريس" اتفاقًا لمدة خمس سنوات تطبع فيها الجريدة على ذمة الحكومة المصرية١ وهكذا أصبحت جريدة "ليجبت" بذلك الاتفاق صحيفة حكومية خالصة ربطت لها الحكومة المصرية ميزانية قدرها حوالي ألف وثلاثمائة جنيه مصري في عام٢ ثم نقلتها إلى القاهرة في سنة ١٨٦٦ وهيأت لها عمالًا جددًا٣ وتركت لها حرية التفكير وإن عالجت أمورها كالصحف الأخرى، فقد نشرت الجريدة خبرًا غريبًا عن تعيين ناظر الخارجية ومحافظ الإسكندرية فكان جزاءها التعطيل خمسة عشر يومًا، ثم استعملت الدولة حقوقها عليها فعزلت كاتب الخبر من وظيفته في التحرير٤ ومضت "لجيبت" جريدة حكومة خالصة حتى أقبل عهد توفيق فكان لها موقف آخر أساءت فيه إلى الدين الإسلامي فأمر بتعطيلها٥.

وقد تمكن الخديوي إسماعيل بالبذل والعطاء من السيطرة على معظم الصحف الفرنجية في مصر، فقد بدأت "لو فارد الكسندري Le Phare d Alexandrie" كما بدأت "ليجبت" صحيفة معادية له ولحكومته فكانت قاسية أشد القسوة منذ عددها الأول الذي حملت فيه على الوزير نوبار باشا "الذي يسب الفرنسيين وحكومتهم كما اعتاد على ذلك ودأب على احتقارهم" ثم يصفه بأنه "ليس


١ محفوظات عابدين، وثيقة رقم٢١٥، دفتر رقم١٩٤٨ أوامر، ص٥٨.
٢ ربطت لها الحكومة مبلغ ٦٩٠ مليم و١٣١٦ جنيه إعانة، "راجع: محفوظات عابدين وثيقة رقم٢١١، محفظة رقم٤٩ معية تركي في ٤ جمادي الثانية ١٢٨٩هـ".
٣ محفوظات عابدين، وثيقة رقم ٣١٨، محفظة ٤٠ معية تركي في ٧ شوال ١٢٨٣هـ، من محمد حافظ ناظر المالية إلى صاحب السعادة.
٤ محفوظات عابدين، وثيقة رقم ٣٦١، محفظة ٤٥ معية تركي في ٢٤ ربيع الثاني سنة ١٢٦٨هـ من الجناب العالي إلى ناظر الداخلية.
٥ الوقائع المصرية في ٢٩ نوفمبر ١٨٨١.

<<  <   >  >>