للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

التلغرافات والمواد التجارية والعلمية وكذا بعض الكتب كمقامات الحريرى وبعض ما يتعلق بالصرف والنحو واللغة والطب والرياضيات والأشياء التاريخية والحكمة والنوادر والأشعار والقصص الأدبية وما يماثل ذلك من الأشياء الجائز طبعها" وقد رخصت الخارجية بإنشاء جريدة الأهرام١ على ألا يتعرض صاحبها "للدخول مطلقًا في المواد البولوتيقية وامتثاله لقانون المطبوعات" وصدر الأمر لمحافظ الإسكندرية "بعدم المعارضة للخواجة المذكور في إنشاء المطبعة المحكي عنها"٢.

وقد مثلت روضة الأخبار وجريدة الأهرام الحقبة الثانية من حياة الصحافة الشعبية، وهي حقبة تتميز بالهدوء الداخلي الذي لم تتعقد أثناءه الأحوال المادية كل التعقيد، كانت الأولى صحيفة الخديوي من غير شك وهي تؤرخ الحياة المصرية من وجهة النظر الرسمية في تلك الفترة، وكانت الثانية تمثل اتجاهًا آخر فهي جريدة وطنية غير أن تعطي فرنسا ومثلها مكانًا طيبًا٣ وأشاعت عند قرائها هذه المثل في كل عدد من أعدادها تقريبًا، ويلمح قارئ الأهرام في نشأتها الأولى شيئًا من الضيق والتبرم بالسياسة الإنجليزية٤ وقد عنيت بالأخبار الداخلية العادية التي لا توحي باتجاه سياسى خاص وإن ازدحمت بالمقالات الاجتماعية وهي مقالات استقبلها الخاصة في مصر بمزيد التقدير والإعجاب٥.


١ صدر كتاب عن تاريخ جريدة الأهرام للمؤلف سنة ١٩٥١م وطبعته الثانية ١٩٦٢.
٢ محفوظات وزارة الداخلية، قلم المحفوظات ١١ - ٢ - ٩٤٦ الجزء الأول، وهذه الوثائق محفوظة اليوم في مصلحة الاستعلامات التابعة لوزارة الثقافة والإعلام.
٣ مونييه: الصحافة في مصر، ص٦.
٤ Martin Hartmann: The Arabic Press of Egypt p.٥٣
٥ صبري في كتابه السابق، ص١١٠.

<<  <   >  >>