للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تختم روضة الأخبار والأهرام١ الحلقة الثانية من نشاط الصحافة الشعبية، كانت الحلقة الأولى تجربة غير ناضجة تولي شئونها المصريون وحدهم فماتت إحدى الصحف وهي وادي النيل لعوامل يقتضيها الفن الصحفي وكانت خلوًا منه، كجدة الأخبار وهي في أخبارها رجع الصدى للصحيفة الرسمية فلم تغر الناس بشرائها أو التعلق بها، وقضت "نزهة الأفكار"؛ لأنها تجاوزت الغرض من ظهورها ورأت الحكومة أن البحوث التي تطرقها أبعد مما تحتملها الظروف السياسة والاجتماعية في سنة ١٨٦٩، ومع أن روضة الأخبار سبقت صحيفة الأهرام في الظهور ولقيت من عطف الخديوي وبره الشيء الكثير، وحفلت بالموضوعات الأدبية وترجم لها أبو السعود أفندي، فإن نشاطها حده الجهل بفنون الصحافة، وحدته هذه الرسمية التي طغت على صفحاتها، ولم يسلم من هذه الأزمة المتوالية للصحافة الشعبية غير جريدة الأهرام فهي شيء جديد حقًّا بما حملت من برقيات الأنباء الخارجية التي زخرت بها


١ ظهرت صحف قليلة الأهمية بجانب هاتين الصحيفتين منها "شعاع الكوكب" لسليم حموي في سنة ١٨٧٦م، وأغلقت بأمر الحكومة وأصدرت الأهرام في ٩ سبتمبر سنة ١٨٧٦ "صدى الأهرام" وهي تشبه الأهرام من حيث الموضوع وأصغر منها حجمًا وهي "يومية للتجارة والحوادث والإعلانات" وقد احتفظت مكتبة طلعت حرب باشا ببنك مصر بتسع نسخ منها، وأصدر صاحب الأهرام في نفس السنة مجلة "المنارة" نصف شهرية "بهيئة كتاب وتبحث عن الأمور التجارية والصناعية والزراعية والإخبارية والطبية والكيماوية" "راجع محفوظات وزارة الداخلية، قلم المحفوظات ١١ - ٤ - ٩٤٦ الجزء الأول" وقد تأخر صدورها إلى سنة ١٨٧٨ حيث قالت جريدة الوطن في العدد الخامس عشر: "قد سرنا ما بلغنا من أن صاحب جريدة الأهرام قصد أن ينشر جريدة علمية تسمى المنارة فنهنئ حضرته على هذا المشروع الحسن".
ولا ندري أبقي أمر هذه المجلة مشروعًا حسنًا أم وضع موضع التنفيذ لأننا بحثنا عن هذا المجلة فلم نجد لها أثرًا.
ويظهر أن صاحب الأهرام أصدر في سنة ١٨٧٦ جريدة أخرى من غير إذن ولم يذكر اسمها. وقال فيها محافظ الإسكندرية لناظر الحقانية والخارجية في كتابه إن صاحب الأهرام دأب على نشر جرنال "تلحيق للجرنال المذكور" بدون إذن يطلب إليه منع ذلك.
"محفوظات وزارة الداخلية -قلم المحفوظات، ١١ - ٢ - ٩٤٩ جزء أول".

<<  <   >  >>