للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في جرانيلهم مما يتعلق بمجلس الشورى والأجانب١. وليست الصحافة وحدها التي زلزلت الحكومة وطوحت بها، بل للخد ونفسه دخل في ذلك، ولمجلس شورى النواب نصيب غير منكور "فلم يعد هزؤء فقد أظهر أعضاؤه أدلة كثيرة على وجودهم واستقلالهم" كما تقول التيمس٢، ولم يمهل بعض أعضاء المجلس والأعيان الوزارة فأخذوا يحضون الجماهير على السخط على الحكومة فدعى بسقوط رياض وغيره من الوزراء في المساجد والجوامع٣ ثم اجتمعوا على هيئة "جمعية وطنية" ووضعوا مشروع تسوية مالية٤ وطالبوا بتعديل نظام مجلس شورى النواب على غرار المجالس الأوربية٥ وأقر الخديوي وجهة نظر الوطنيين ودعا شريف باشا إلى تأليف حكومة وطنية جديدة٦.


١ الرافعي: عصر إسماعيل، ص٢١٣.
٢ التيمس في ١٥ أبريل عام ١٨٧٩م.
٣ وثيقة رقم ١٠٥ ص٦٥ " Blue Books ١٨٧٩".
٤ قال كاتب التجارة في العاصمة في ٥ أبريل ١٨٧٩ بعد أن تحدث عن الجمعية التي انعقدت في منزل راغب باشا "وبلغني أن جماعة من التجار وغيرهم وفيهم حضرة الفاضل أمين أفندي شميل نزعت بهم غيرتهم إلى تقرير أمر يحاولون به تخليص الوطن من أسر الدين في ظرف ثمانية وعشرين سنة وهو أنهم يفتتحون بنكًا وطنيًا يكون رأس ماله أربعة عشر مليونًا من الجنيهات تجمع من سار أفراد الأمة على أقساط ثلاثة أو أربعة".
ويقول في ١٧ أبريل ستكون إدارة البنك وطنية وسيعدل بنك انجلترا ويفوق بنك فرنسا بستة ملايين ومن فوائده:
أ- توطين الدين العام وبذلك تتقوى القراطيس المالية في السوق.
ب- حصول الحكومة والبنك على كوبنات عشرة ملايين من غير مقابلة.
ج- انتظام تجارة البلاد وزراعتها فيقبل الأهالي على المشروعات والشركات النافعة.
د- استهلاك مقدار وافر من ديون الحكومة وبذلك تتخلص البلاد من الاستعباد الأجنبي، ولمخترع الفكرة كما تقول التجارة مقالات أخرى سياسية واقتصادية هنا وهناك وهو أمين أفندي شميل.
٥ التجارة في ٢٧ أبريل عام ١٨٧٩م.
٦ الوقائع المصرية في ١٣ أبريل عام ١٨٧٩م.

<<  <   >  >>