بالازبكية وسكن مكانه وفي ذلك اليوم قدمت طائفة من العسكر من جهة الشرقية وصحبتهم منهوبات كثيرة من بلد عصت عليهم فضربوها ونهبوها ومعهم نحو السبعين من الرجال والصغار وبعض النساء وهم موثقون بالحبال فسجنوهم بالقلعة.
وفيه ذهب أكابر البلد من المشايخ والأعيان لمقابلة سارى عسكر الجديد للسلام عليه فلم يجتمعوا به ذلك اليوم ووعدوا إلى الغد فانصرفوا وحضروا في ثاني يوم فقابلوه فلم يروا منه بشاشة ولا طلاقة وجه مثل بونابارته فإن كان بشوشا ويباسط الجلساء ويضحك معهم.
واستهل شهر ربيع الثاني بيوم الأحد سنة ١٢١٤.
في أوائله ابتدأوا في عمل مولد المشهد الحسيني وقهروا الناس وكرروا المناداة بفتح الحوانيت والسهر ووقود القناديل عشر ليال متوالية آخرها ليلة الخميس ثاني عشرة.
وفيه طلب سارى عسكر الجديد من نصارى القبط مائة وخمسين ألف ريال فرانسة في مقابلة بواقي سنة ١٢١٢ وشرعوا في تحصيلها.
وفي يوم الجمعة سادسه ركب سارى عسكر الجديد من الأزبكية ومشى في وسط المدينة في موكب حافل حتى صعد إلى القلعة وكان إمامه نحو الخمسمائة قواس وبأيديهم النبابيت وهم يأمرون الناس بالقيام والوقوف على الاقدام لمروره وكان صحبته عدة كثيرة من خياله الافرنج وبأيديهم السيوف المسلولة والوالي والأغا وبرطلمين بمواكبهم وكذلك القلقات والوجاقلية وكل من كان مولى من جهتهم ومنضما إليهم ماعدا رؤساء الديوان من الفقهاء فلم يطبلوهم للحضور ولا للمشي في ذلك الموكب ولما صعد إلى القلعة ضربوا له عدة مدافع وتفرج على القلعة ثم نزل بذلك الموكب إلى داره.
وفي يوم السبت سابعه ركب اغاة الينكجرية في ابهة عظيمة وجبروت وإمامه عدة من عسكر الفرنسيس وإمامه المنادى يقول حكم مارسم سارى عسكر خطابا للاغا أن جميع الدعاوى والقضايا العامية لا تعمل