مضمونه الرضا عن الأمراء المصرلية بشفاعة صاحب الدولة الصدر الأعظم يوسف باشا وشفاعة علي باشا والي مصر وأن يقيموا بأرض مصر ولكل أمير فائظ خمسة عشر كيسا لا غير وحلوان المحلول ثمان سنوات وأن الاوسبة والمضاف والبراني يضم إلى الميرى وأن الكلام في الميرى والأحكام والثغور إلى الباشا والروزنامجي الذى يأتي صحبة الباشا والجمارك والمقاطعات على النظام الجديد للدفتردار الذى يحضر أيضا فلما قرىء ذلك بحضرة الجمع من الأمراء والمشايخ اظهروا البشر وضربوا مدافع ثم اتفق الرأى على إرسال جواب ذلك الفرمان فكتبوا جوابا مضمونه مختصرا أنه وصل إلينا صورة الخط الشريف وحصل لنا بوروده السرور بالعفو والرضا وتمام السرور حضوركم لتنتظم الأحوال واعظمها تشهيل الحج الشريف وأرسلوه ليلة الإثنين ثانية صحبة رضوان كتخدا إبراهيم بك ومحمود باشجاويش الانكشارية وصحبتهما من الفقهاء السيد محمد ابن الدواخلي من طرف الشيخ الشرقاوى.
وفي هذه الأيام كثر عيث العسكر وعربدتهم في الناس فخطفوا عمائم وثيابا وقبضوا على بعض أفراد وأخذوا ثيابهم وما في جيوبهم من الدراهم.
وفيه وصل قاضي عسكر مصر وكان معوقا بالاسكندرية من جملة المحجوز عليهم.
وفي يوم الجمعة عاشره وقف جماعة من العسكر في خط الجامع الأزهر في طلوع النهار وشلحوا عدة أناس وأخذوا ثيابهم وعمائمهم فأنزعج الناس ووقعت فيهم كرشة وصلت إلى بولاق ومصر العتيقة وأغلقوا الدكاكين واجتمع أناس وذهبوا إلى الشيخ الشرقاوى والسيد عمر النقيب والشيخ الأمير فركبوا إلى الأمراء وعملوا جمعية وأحضروا كبار العساكر وتكلموا معهم ثم ركب الاغا والوالي وإمامه عدة كبيرة من عسكر الارنؤد وخلافهم والمنادى ينادى بالأمن والأمان للرعية وأن وقع من العسكر والمماليك خطف شيء يضربوه وأن لم يقدروا عليه فليأخذوه إلى حاكمه ومثل هذا الكلام الفارغ وبعد مرور الحكام بالمنادة خطفوا