فهذه كانت أول حقارة فعلها المصرلية في العثمانية ونصب محمد علي وأحمد بك وعساكرهم جهة البحر ثم أن خدم الألفى أخذوا جمالا ليحملوا عليها البرسيم فنزلوا بها إلى بعض الغيطان فحضر أميرا خور الباشا بالجمال لأخذ البرسيم أيضا فوجدوا جمال الألفى وأتباعه فنهرهم وطردوهم فرجعوا إلى سيدهم وأخبروه فأمر بعض كشافه بالركوب إليهم فركب رامحا إلى الغيظ وأحضر أميراخور الباشا وقطع رأسه قبالة صيوان الباشا ورجع إلى سيده بالجمال ورأس أميراخور فذهب اتباع الباشا وأخبروه بقتل أميراخور وأخذ الجمال فحنق وأحضر رضوان كتخدا إبراهيم بك وتكلم معه ومن جملة كلامه أنا فعلت معكم ما فعلت وصالحت عليكم الدولة ولم تزل تضحك على ذقني وأنا اطاوعك وأصدق تمويهاتك إلى أن سرت إلى ههنا فأخذتم تفعلون معي هذه الفعال وتقتلون أتباعي وترذلوني وتأخذون حملتي وجمالي فلاطفه رضوان كتخدا في الجواب واعتذر إليه وقال له: هؤلاء صغار العقول ولا يتدبرون في الأمور وحضرة أفندى شأنه العفو والمسامحة ثم خرج من بين يديه وأرسل إلى اتباع الألفي فاحضر منهم الجمال وردها إلى وطاق الباشا وحضر إليه عثمان بك يوسف المعروف بالخازندار وأحمد آغا شويكار فقابلاه واخذا بخاطره ولم يخرج إليه أجد من الأمراء سواهما.
وفي خامسه نادوا بخروج العساكر الارنؤدية إلى العرضى وكل من بقي منهم ولم يكن معه ورقة من كبيره فدمه هدر.
وصار الوالي بعد ذلك كلما صادف شخصا عسكريا من غير ورقة قبض عليه وغيبه واستمر يفتش عليهم ويتجسس على أماكنهم ليلا ونهارا ويقبض على من يجده متخلفا والقصد من ذلك تمييز الارنؤدية من غيرهم المتداخلين فيهم وكذلك من مر على المتقيدين بأبواب المدينة وذلك باتفاق بين المصرلية والارنؤدية لأجل تميزهم من بعضهم وخروج غيرهم.
وفيه أطلعوا السيد على القبطان أخا على باشا إلى القلعة.
وفي سادسه خرج البرديسي إلى جهة شلقان ولم يخرج إبراهيم بك