إن السبب في سفره اخوة طاهر باشا فإنهم داخلهم غيظ شديد ورأى محمد علي نفرتهم وانقباضهم من ذلك وعلم أنه لا يستقيم حاله معهم وربما تولد بذلك شر فعجل بسفره وذهابه.
ومن الاتفاقيات العجيبة أيضا أن طاهر باشا لما غدر بمحمد باشا اقام بعده اثنين وعشرين يوما وكذلك لما غدر المصرلية بالالفي لم يقيموا بعد ذلك الأمثل ذلك.
وفيه صعد عابدى بك أخو طاهر باشا بالقلعة وأقام بها.
وفي ليلة الخميس ثالثة اطلقوا عثمان بك يوسف وسافر إلى جماعته جهة قبلي يقال أنه افتدى نفسه منهم بمال واطلقوه ومعه خمسة مماليك واعطوه خمسة جمال واربعة هجن وخيلا.
وفيه أفرجوا عن محمد آغا المحتسب وابقوه في الحسبة على مصلحة عملوها عليه وقام بدفعها وركب وشق في المدينة وعمل تسعيرة ونادى بها في الشوارع والأسواق وأما الأمراء فإنهم باتوا أول ليلة جهة البساتين وفي ثاني يوم ذهبوا إلى حلوان وحضر إليهم حسين بك الوالي ورستم بك من الشرقية ومروا من تحت القلعة وانفصلوا من العسكر الذين كانوا معهم في الطرية وتركوا لهم الحملة ووصل إليهم أيضا يحيى بك من ناحية رشيد وأحمد بك من دمياط وذهبوا إليهم ووصل يحيى بك من ناحية الجيزة ونهبوا البلاد وأكلوا الزروعات واستمروا على ذلك وانتشروا إلى أن صارت أوائلهم بزاوية المصلوب وأواخرهم بالجيزة.
وفيه كتبوا مكاتبات من نساء الأمراء المصرلية بأنهم لا يتعرضون لاحد من العساكر الكائنة بقبلي وأن قتل منهم أجد اقتصوا من حريمهم وأولادهم بمصر.
وفي يوم الجمعة حضر محمد بك المبدول بأمان ودخل إلى مصر.
وفي يوم الأحد سادسه اصعدوا عمر بك وبقية الكشاف وبعض الأجناد المصرية إلى القلعة