لا يخرجون البهم من المتاريس واستمروا على ذلك إلى يوم الأحد سابع عشرينه.
وفي ذلك اليوم ضربوا مدافع ورجع محمد علي والكثير من العساكر واشيع ترفع المصرلية إلى فوق ووقع بين العربان اختلاف واشاعوا نصرتهم على المصرلية وأنهم قتلوا منهم أمراء وكشافا ومماليك وغير ذلك.
وفي ذلك اليوم شنقوا شخصا بباب زويلة وآخر بالحبانية وهما من الفلاحين ولم يكن لهما ذنب قيل: إنه وجد معهما بارود اشترياه لمنع الصائلين عليهم من العرب فقالوا: إنكم تأخذونه إلى المحاربين وكان شيئا قليلا.
وفيه نزل جماعة من العسكر جهة قبة الغورى ومعهم نحو ثلاثين نفرا بجمالهم فقرطوا القمح المزروع وكان قد بدا صلاحه فطارت عقول الفلاحين واجتمعوا وتكاثروا عليهم وقبضوا على ثلاثة أشخاص منهم وهرب الباقون فدخلوا بهم المدينة ومعهم الأحمال وصحبتهم طبل وأطفال ونساء وذهبوا تحت بيت الباشا فأمر بقتل شخص منهم لأنه شامي وليس بارنؤدى ولا انكشارى فقتلوه بالازبكية فوجدوا على وسطه ستمائة بندقي ذهب وثلثمائة محبوب ذهب والله أعلم وانقضت السنة وما حصل بها من الحوادث.
وأما من مات فيها ممن له ذكر.
فمات الفقيه العلامة والتحرير الفهامة الشيخ أحمد اللحام اليونسي المعروف بالعريشي الحنفي حضر من بلدته خان يونس في سنة ثمان وسبعين ومائة وألف وحضر أشياخ الوقت وأكب على حضور الدروس وأخذ البيلي والشيخ محمد الجناجي والصبان والفرماوى وغيرهم وتفقه على الشيخ عبد الرحمن ولازمه وبه تخرج وحضر على شيخ الوالد في الدر المختار من أول كتاب البيوع إلى كتاب الاجارة بقراءته وذلك سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف ولم يزل ملازما للشيخ عبد الرحمن