بالفردة وتقرير أموال على أهل البلد وانحط الأمر بعد ذلك على قبض ثلث الفائظ من الحصص والالتزام فضج الناس وقالوا: هذه تصير عادة ولم يبق للناس معايش فقال: نكتب فرمانا ونلتزم بعدم عود ذلك ثانيا ونرقم فيه لعن الله من يفعلها مرة أخرى ونحو ذلك من التمويهات الكاذبة إلى أن رضى الناس واستقر أمرها وشرعوا في تحريرها وطلبها.
شهر رجب الفرد سنة ١٢٢٠.
استهل بيوم الأربعاء وفي حادي عشره سافر محمد كتخدا الألفي بالجواب المتقدم إلى مخدومه بعد أن قضى اشغاله واحتياجاته من امتعة وخيام وسروج وغير ذلك وخرج ياسين بك وباقي الكشاف المسافرون إلى الجيزة وطلبوا المراكب حتى عز وجودها وامتنع ورودها من الجهة البحرية.
وفي ثالث عشره سافر المذكورون بعساكرهم وسافر أيضا علي باشا سلحدار أحمد باشا خورشيد المنفصل إلى الاسكندرية وأما قبطان باشا فإنه لم يزل بثغر سكندرية.
وفي منتصفه برز طاهر باشا الذاهب إلى البلاد الحجازية بعساكره إلى خارج باب النصر.
وفيه وردت الأخبار بان الوهابيين استولوا على المدينة المنورة على ساكنها افضل الصلاة واتم التسليم بعد حصارها نحو سنة ونصف من غير حرب بل تحلقوا حولها وقطعوا عنها الوارد وبلغ الاردب الحنطة بها مائة ريال فرانسة فلما اشتد بهم الضيق سلموها ودخلها الواهبييون ولم يحدثوا بها حدثا غير منع المنكرات وشرب التنباك في الأسواق وهدم القباب ما عدا قبة الرسول صى الله عليه وسلم.
وفي تاسع عشره وقع بالازبكية معركة بين العسكر قتل بها واحد من أعيانها واثنان آخران ورجل سائس وبغل وفرس وحمار.
وفي خامس عشرينه ورد الخبر بسفر القبطان وأحمد باشا خورشيد.