وفي أواخره وصل من الديار الرومية وأصل وعلى يده مرسوم فقرىء بالمحكمة في يوم الأحد ثامن عشرينه بحضرة كتخدا بك والقاضى والمشايخ وأكابر الدولة والجم الغفير من الناس ومضمونه الأمر للخطباء في المساجد يوم الجمعة على المنابر بأن يقولوا عند الدعاء للسلطان فيقولوا السلطان ابن السلطان بتكرير لفظ السلطان ثلاث مرات محمود خان بن السلطان عبد الحميد خان بن السلطان أحمد خان المغازي خادم الحرمين الشريفين لأنه استحق أن ينعت بهذه النعوت لكون عساكره افتتحت بلاد الحرمين وغزت الخوارج واخرجتهم منها لأن المفتي افناهم بأنهم كفار لتفكيرهم المسليمن ويجعلونهم مشركين ولخروجهم على السلطان وقتلهم الأنفس وأن من قاتلهم يكون مغازيا ومجاهدا وشهيدا إذا قتل ولما انقضى المجلس ضربوا مدافع كثيرة من القلعة وبولاق والجيزة وعملوا شنكا واستمر ضربهم المدافع عند كل اذان عشرة أيام وذلك ونحوه من الخور.
واستهل شهر رجب سنة ١٢٢٨
وفي منتصفه حضر بونابارتة الخازندار من الديار الحجازية على طريف! القصير.
وفي أواخره سافر قهوجي باشا الذي تقدم ذكر حضوره بالخلع والشلنجات والخناجر بعدما اعطى خدمته مبلغ من الأكياس وأصحب معه الباشا هدية عظيمة لصاحب الدولة وأكابرها وقدره من الذهب العين أربعين ألف دينار ومن النصفيات يعنى نصف الدينار ستون الفا ومن فروق البن خمسمائة فرق ومن السكر المكرر مرتين مائة قنطار ومن المكرر مرة واحدة مائتي قنطار ومائتان قدر صيني الذي يقال له: اسكى معدن مملوء بالمربيات وأنواع الشرابات الممسك المطيب المختلفة الأنواع ومن الخيول خمسون جوادا مرخته بالجواهر والنمدكش واللؤلؤ والمرجان وخمسون حصانا من غير رخوت واقمشة هندية كمشيرية ومقصبات وشاهي ومهترخان في عدة تعابي بقج وبخور وعود وعنبر وأشياء أخرى.