فيه خرج الباشا إلى ناحية القليوبية حيث الخيول بالربيع وخرج محو بك لضيافته بقلقشندة واخرج خياما وجمالا كثيرة محملة بالفرش والنحاس والات المطبخ والأرز والسمن والعسل والزيت والحطب والسكر وغير ذلك واضافه ثلاثة أيام وكذلك تأمر كاشف الناحية وغيره وكذلك أحضر له ضيافة ابن شديد شيخ الحويطات وابن الشواربي كبير قليوب وابن عسر وكان صحبة الباشا ولداه إبراهيم باشا وإسمعيل باشا وحسن باشا.
وفي اثناء ذلك ورد الخبر بموت عابدين بك اخو حسن باشا بالديار الحجازية وكذلك الكثير من اتباعه بالحمى فتكدر حظهم وبطلت الضيافات وحضر الباشا ومن معه في أواخره لعمل العزاء والميتم وأخبر الواردون بكثرة الحمى بالديار الحجازية حتى قالوا: إنه لمب يبق من طائفة عابدين بك إلا القليل جدا.
واستهل شهر جمادي الثانية سنة ١٢٣٥
في عشرينه وردت هدية من والي الشام فيها من الخيول الخاص عشرة بعضها ملبس والباقي من غير سروج وأشياء آخر لا نعلمها.
وفي أواخره ورد الخبر بان حسن بك الشمشارجي استولى على سيوة.
وفيه ورد الخبر بأنه وقع بإسلامبول حريق كثير.
وفيه ورد الخبر أيضا عن حلب بأن أحمد باشا المعروف بخورشيد الذي كان سابقا والي مصر استولى على حلب وقتل من أهلها وأعيانها اناسا كثيرة وذلك أنه كان متوليا عليها فحصل منه ما اوجب قيام أهل البلدة عليه وعزلوه واخرجوه وذلك من مدة سابقة فلما اخرجوه أقام خارجها وكاتب الدولة في شأنهم وقال ما قال في حقهم فبعثوا أوامر ومراسيم لولاة تلك النواحي بأن يتوجهوا لمعونته على أهل حلب فاحتاطوا بالبلدة وحاربوها اشهرا حتى ملكوها وفتكوا في أهلها وضربوا عليهم ضرائب عظيمة وهم على ذلك