هناك جماعة من الهربانين ومنهم يحيى السكري وعلي أغا المعمار وعلي بك الملط وغيرهم وزيفوا بسبب المغرضين لعلي بك بدار السلطنة فنزلوا في مركبين إلى درنة فوصلوها متفرقين. فالتي وصلت أولا بها يحيى السكري وعلي المعمار والملط فركبوا عندما وصلوا إلى درنة وذهبوا إلى الصعيد ووصلت المركب الأخرى بعد أيام وبها أحمد بك بشناق فطلع إلى عند الهنادي. فلما وصل إسمعيل بك ومن معة بالتجريدة فتحاربوا مع الحبايبة والهنادي ومعهم أحمد بك بشناق ثلاثة أيام وكان سويلم بن حبيب منعزلا في خيمة صغيرة عند امرأة بدوية بعيدا عن المعركة فذهب بعض العرب وعرف الأمراء بمكانة فكبسوه وقتلوه وقطعوا رأسة ورفعوها على رمح واشتهر ذلك. فارتفع الحرب من بين الفريقين وتفرق الهنادي وعرب الجزيرة والصوالحة وغيرهم وراحت كسرة على الجميع ولم يقم لهم قائم من ذلك اليوم. وتغيب أحمد بك بشناق فلم يظهر إلا بعد مدة ببلاد الشام.
وفيها تقلد أيوب بك على منصب جرجا وخرج مسافرا ومعه عدة كبيرة من العساكر والاجناد فوصلوا إلى قرب اسيوط فوردت الأخبار باجتماع الأمراء المنفيين وتملكهم اسيوط وتحصنهم بها وكان من أمرهم أنه لما ذهب محمد بك أبو الذهب إلى جهة قبلي لمنابذة شيخ العرب همام كما تقدم وجرى بينهما الصلح على أن يكون لهمام من حدود برديس وتم الأمر على ذلك بشرط أن تطرد المصريين الذين عندك ولا تبقي منهم أحدا بدائرتك. فجمعهم وأخبرهم بذلك وقال لهم اذهبوا إلى اسيوط واملكوها قبل كل شيء فإن فعلتم ذلك كان لكم بها قوة ومنعة وأنا امدكم بعد ذلك بالمال والرجال فاستصوبوا رأيه وبادروا وذهبوا إلى اسيوط وكان بها عبد الرحمن كاشف من طرف علي بك وذو الفقار كاشف.