من هذا الباب رجل من أجل السبعة الذين يدفع الله عز وجل عن أهل الأرض بهم الاذى". فإذا حبشى قد طلع من ذلك الباب أقرع أجدع على رأسه جرة فيها ماء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة هو هذا". ثم قال: "مرحبا بيسار" ثلاث مرات وكان يرش المسجد ويكنسه ومات في عهده صلى الله عليه وسلم.
واما الصحابة الاحرار من الجيوش الاخيار الذين كانوا يخدمون الرسول وأصحابه وأهل بيته فكثيرون جدا لا يمكن استيعابهم في هذا الأستطراد ضبطا وعددا وكذلك ابناء الحبشات من قريش من الصحابة والتابعين وأهل البيت الطاهرين والخلفاء العباسيين ومن ولد بأرض الحبشة من الصحابة من الحبشان مثل صفوان ابن امية بن خلف الجمحي وعمرو ابن العاص وغيرهما مثل عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وهو أول مولود في الإسلام بأرض الحبشة بالاتفاق وكان يسمى بحر الجود وأخباره في السخاء والكرم مشهورة والحرث بن حاطب الصحابي ومحمد بن حاطب وعمرو بن أبي سلمة وفي الجيوش أخلاق لطيفة وشمائل ظريفة وفيهم الحذق والفطانة ولطافة الطباع وصفاء القلوب لكونهم من جنس لقمان الحكيم وهم أجناس منهم السحرتي والامحرى وهم أحسن أجناس الحبوش الموصوفين بالصباحة والملاحة والفصاحة والسماحة والنعومة في الخد والرشاقة في القد ولله در الشيخ العلامة القاضي عبد البر ابن الشحنة الحنفي حيث يقول:
حبشية سألتها عن جنسها ... فتبسمت عن در ثغر جوهري
فطفقت أسأل عن نعومة ما خفى ... قالت فما تبغيه جنسى أمحرى
والامحرية تفوق على السحرتية باللطف والظرف والسحرتية تفوق على الامحرية بالشدة والعنف فبينهما عموم وخصوص مطلق وقيل: إن النجاشي منهم رضي الله عنه ويقال أن بني أرفدة الذين لعبوا بحرابهم