للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التقييد بها وينوب عنه اخوه الشيخ حسن في غيابه وكان اخوه هذا ينسخ اجزاء القرآن بخط حسن في غاية السرعة ويتحدث مع الناس وهو يكتب من حفظه ولا يغلط. ولم يزل المترجم يملي ويفيد ويبدى ويعيد مقبلا على شأنه ملحوظا بين أقرانه حتى وافاه الحمام في سابع عشرين جمادى الثانية من السنة مطعونا وصلي عليه بالأزهر في مشهد حافل ودفن بتربة المجاورين.

ومات الإمام الفاضل المحدث الفقيه البارع السيد محمد بن أحمد ابن محمد أفضل صفي الدين أبو الفضل الحسيني الشهير بالبخارى ولد تقريبا سنة ١١٦٠ وقرأ على فضلاء عصره وتكمل في المعقول والمنقول وورد إلى اليمن حاجا في سنة ثلاث وسبعين فسمع بالنجائي السيد عبد الرحمن ابن أحمد باعيديد وذاكر معه في الفقه والحديث ثم ورد زبيد فأدرك الشيخ المسند محمد بن علاء الدين المزجاجي فسمع منه أشياء وكذلك من السيد سليمان بن يحيى وغيرهما ثم حج وزار واجتمع بالشيخ محمد ابن عبد الكريم السمان فأحب طريقته ولازمه ملازمة كلية واجازه فيها وورد الينبع فجلس فيه مدة وأحبه أهل هـ. وورد مصر سنة ١١٨٢ واجتمع بعلمائها وذاكر بانصاف وتؤده وكمال معرفة ولم يصف له الوقت فتوجه إلى الصعيد فمكث في نواحي جرجا مدة وقرأ عليه هناك بعض الافراد في أشياء ثم رجع إلى مصر سنة سبع وثمانين وسافر منها إلى بيت المقدس فأكرم بها وزار الخليل وأحبه أهل بلده فزوجوه. ثم أتى إلى مصر سنة ثمان وثمانين واجتمعت حواسه في الجملة ثم ذهب إلى نابلس واجتمع بالشيخ السفاريني فسمع عليه أشياء وأجازه وأحبه وكان المترجم قد اتقن معتقد الحنابلة فكان يلقيه لهم بأحسن تقرير مع التأييد ودفع ما يرد على أقوالهم من الأشكالات بحسن بيان والبلد أكثر أهله حنابلة فرفعوا شأنه وعظم عندهم مقداره. ثم ورده مصر سنة تسعين واجتمع

<<  <  ج: ص:  >  >>