وقوع الموت الذريع في الأبقار حتى صارت تتساقط في الطرقات ومات لابن بسيوني غازي بناحية سنديون خاصة مائة وستون ثورا وقس على ذلك.
وفي عاشره طلب الباشا حوضا ليعمله حنفية فأخبره الحاضرون وعرفوه بالحوض الذي تحت الكبش المعروف بالحوض المرصود فأمر بأحضاره فأرسلوا إليه الرجال والحمالين وأرادوا رفعه من مكانه فأزدحمت عليه الناس من الرجال والنساء لما تسامعوا بذلك لينظروا ما شاع وثبت في أذهانهم من أن تحته كنزا وهو مرصود على شيء من العجائب أو نحو ذلك وأن الباشا يريد الكشف عن أمره فلما حصل ذلك الإزدحام ووجده الحمالون ثقيلا جدا وهم لا يعرفون صناعة جر الاثقال وحركوه عن مكانه يسيرا وبلغ الباشا ما حصل من إزدحام العامة أمر بتركه فتركوه ومضوا فذهب العامة في أكاذيبهم كل مذهب فمنهم من يقول: إنهم لما حركوه وأرادوا جره رجع بنفسه ثانيا ومنهم من يقول غير ذلك من السخافات.
وفي يوم الثلاثاء سادس عشرة وصل نيف وثلاثون رأسا من قتلى القبليين فألقوهم عند باب القلعة بالرميلة على سرير من جريد النخل وأبقوهم ثلاثة أيام ثم دفنوهم ووجد فيهم راس عزوز كتخدا عزبان.
وفي ذلك اليوم أمر الباشا بشنق رجلين من الغيطانية تشاجرا مع طائفة من العسكر وضرباهم وأخذا سلاحهم ورفعت الشكوى إلى الباشا فأمر بشنق الغيطانية ظلما على الشجرة التي عند القنطرة فيما بين طريق مصر القديمة وطريق الناصرية.
وفي يوم الإثنين ثاني عشرينه نظر أصحاب الدرك عدة هجانة مرت من ناحية الجبل معهم أمتعة وثياب مرسلة إلى القبالي من نسائهم فركبوا