ورخص سعر اللحم البقري جدا لكثرته حتى صار يباع بمصر آخر النهار كل رطلين بنصف فضة مع كونه سمينا غير هزيل وعافته الناس وبعضهم كان يخاف من أكله وأما الأرياف فكان يباع فيها بالأحمال وبيعت البقرة بما خلعها بدينار وكثر عويل الفلاحين وبكاؤهم على البهائم وعرفوا بموتها قدر نعمتها وغلا سعر السمن واللبن والاجبان بسبب ذلك لقلتها.
شهر جمادى الآخرة استهل بيوم الأربعاء وكان ذلك يوم النوروز السلطاني وانتقال الشمس لبرج الحمل.
وفي يوم الإثنين سافر حمامجي اوغلي بالجوابات إلى الجهة القبلية وفيها الأمر بحضور عابدي باشا وأسمعيل بك وباقي الأمراء إلى مصر وأن حسن بك ومحمد بك المبدول ويحيى بك يقيمون باسنا محافظين.
وفي يوم الخميس سادس عشره نودي على النساء أن لا يخرجن إلى موسم الخماسين المعروف عند القبط بشم النسيم وذلك يوم الإثنين صبيحة عيدهم.
وفي عشرينه نودي بأبطال المعامله بالذهب الفندقلي الجديد واستمرت المناداة على النساء في عدم خروجهن إلى الأسواق وسبب ذلك وقائعهن مع العسكر منها أنهم وجدوا ببيت يوسف بك سكن حمامجي اوغلي نحو سبعين امرأة مقتولة ومدفونة بالاسطبلات ومن النساء من لعبت على العسكر وأخذت ثيابه وأمثال ذلك فنودي عليهن بسبب ذلك فتضرر المحترفات منهن مثل البلانات والدايات وبياعات الغزل والقطن والكتان ثم حصل الاطلاق وسومحن في الخروج.
وفي خامس عشرينه حضرت نجابة من قبلي وحضر أيضا حمامجي اوغلي وأخبروا أن الباشا والأمراء وصلوا إلى دجرجا.
شهر رجب الفرد استهل بيوم الخميس فيه قبض حسن باشا على أحمد قبودان المعروف بحمامجي اوغلي وحبسه وحبس أيضا تابعه عثمان.