جامكية في الديوان ولا ينتسب لوجاق من الوجاقات وإن لا يحتمي أحد من أهل الأسواق في الوجاقات وإن ينظر المحتسب في أمورهم ويحرر موازينهم على العادة وإن يركب معه نائب من باب القاضي مباشرا معه وإن يتعرض أحد للمراكب التي ببحر النيل التي تحمل غلال الإنبار وإن يحمل الغلال المذكورة جميع المراكب التي ببحر النيل. ولا تختص مركب منها بباب من ابواب الوجاقات وإن كل ما يدخل مصر من بلاد الامناء باسم الأكل لا يؤخذ عليه عشر وإن لا يباع شيء من قسم الحيوانات والقهوة إلى جنس الافرنج وإن لا يباع الرطل البن بازيد من سبعة عشر نصفا فضة. وأرسلوا القائمة المكتتبة إلى الباشا ليأخذوا عليها بيورلدي وينادى به في الأسواق. فتوقف الباشا في اعطاء البيورلدي ولما بلغ الانكشارية ما فعل هؤلاء اجتمعوا ببابهم وكتبوا قائمة نظير تلك القائمة بمظالم الخردة ومظالم اسبانية الولايات وغيرها وأرسلوها إلى الباشا فعرضها على أهل الوجاقات فلم يعتبروها وقالوا لابد من اجراء قائمتنا وابطال ما يجب ابطال منها من المظالم.
وفي يوم الأحد حادي عشري ذي الحجة اجتمع أهل الوجاقات ومعهم الصناجق بباب الغرب وقاضي العسكر ونقيب الأشراف بالديوان عند الباشا وأرسلوا إلى الباشا أن يكتب لهم بيورلدي بابطال ما سألوه فيه والمناداة به وإن لم يفعل ذلك انزلوه ونصبوا عوضه حاكما منهم. وعرضوا ذلك على الدولة فلما تحقق الباشا منهم ذلك كتب لهم ما سألوه وكتب لهم القاضي أيضا حجة على موجبة ونزل بهما المحتسب وصاحب الشرطة ونائب القاضي واغا من اتباع الباشا ونادوا بذلك في الشوارع. وفي غاية الحجة سنة عشرين كسف جرم الشمس في الساعة الثامنة واستمر سبع عشرة درجة ثم انجلت.