للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: "فمد يده الشريفة من الشباك فقبّلها" انتهى كلامه١.

أقول: الكلام على هذه الخرافة في مقامين؛ المقام الأول: في تكذيب وقوع القصة وافترائها على أحمد الرفاعي.

المقام الثاني: في بيان عدم إمكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته وأن من ادّعى ذلك فهو كاذب.

أما المقام الأول؛ وهو بيان كذب هذه القصة: فمن وجوه كثيرة نذكر منها ما خطر بالبال:

الأول: أنه قد ترجم أحمد الرفاعي هذا جماعة من المؤرخين على اختلافهم المذهب، ولم يذكروا هذه القصة في ترجمته، ولو كانت ثابتة لعدّوها من أعظم مآثره وأكبر مفاخره، لاسيما التاج السبكي لتعصبه للمتصوفة، ولاسيما من هو على مذهبه ونحلته، ومع ذلك لم يذكر هذه القصة في ترجمة أحمد الرفاعي لما ترجمه في "طبقاته"٢، فإنه قال:

"أحمد بن علي بن أحمد بن يحيى بن حازم بن علي بن رفاعة، الشيخ الزاهد الكبير أحد أولياء الله العارفين، والسادات المشمرين، أهل الكرامات الباهرة، أبو العباس بن أبي الحسن بن الرفاعي المغربي. قدم أبوه إلى العراق وسكن ببعض


١ القصة أوردها النبهاني في "شواهد الحق" وفي "جامع كرامات الأولياء" (١/ ٢٩٨) والصيادي في "قلادة الجواهر" (ص ١٥، ٢٠، ١٠٨) . والقصة كذب صراح لا شك في ذلك؛ لأسباب كثيرة أهمها:
١- أن أصحاب الكتب والتراجم الصوفية القديمة لم تذكر هذه الحادثة.
٢- أن المؤرّخين الذين أرّخوا وترجموا للشيخ أحمد الرفاعي لم يذكروها.
٣- ليس للقصة إسناد قط.
٤- أن القصة لم ينقلها إلا أفراد، فأين العدد الكثير الذين شاهدوا القصة؟!
وانظر في بيان بطلان القصة: "دراسات في التصوف" للشيخ المجاهد إحسان إلهي ظهير-رحمه الله- (ص ٢١٥- وما بعدها) و "قصص لا تثبت" (٣/١٧١- وما بعدها) .
٢ "طبقات السبكي" (٤/٤٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>