للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خصلة باقية من الرأي والعقل، أو ذوو فضل، على أن يكون البقية اسماً للفضل، والهاء للنقل، ومن هنا يقال: فلان من بقية القوم، أي: من خيارهم، ومنه قولهم: في الزواية خبايا، وفي الرجال بقايا.

(ينهون عن الفساد في الأرض) الواقع فيما بينهم حسبما ذكر في قصصهم وفسر الفساد بالكفر وما اقترن به من المعاصي.

(إلا قليلاً ممن أنجينا منهم) استثناء منقطع، أي: ولكن قليلاً منهم أنجيناهم لكونهم كانوا ينهون.

والغلاة يقولون: إن كثيراً من الصلحاء وأهل الطرائق يستغيثون بغير الله ويندبون الصالحين، وأرواحهم تتصرف في هذا العالم، والقول بعدم جواز ذلك غريب جداً لا نلتفت إليه، وأرواح الصالحين تتصرف وتدبر، والقول المخالف له أيضاً نادر شاذ لا يلتفت إليه، وهذا كثيراً ما يكرره النبهاني، ويقول: إن أقوال ابن تيمية شاذة ونحو ذلك، فانظر تشابه قلوبهم، واحمد الله تعالى على السلامة في الدنيا والدين.

ومن خصالهم: الغلوّ في الصالحين من العلماء والأولياء، قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} ١. فاتخاذ أحبار الناس أرباباً يحلّلون ويحرّمون، ويتصرّفون في الكون، وينادون في رفع ضرّ أو جَلْبِ نفعٍ من جاهلية الكتابيين، ثم سَرَتْ إلى غيرهم من جاهلية العرب، ولهم اليوم بقايا في مشارق الأرض ومغاربها وهم الغلاة في أهل القبور، فإنك ترى غالب الناس اليوم معرضين عن الله، وعن دينه


١ سورة التوبة: ٣٠- ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>