وقال الحاكم: "صحيح-[وقع في المطبوعة: صيّح]- الإسناد، وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذا الكتاب". وتعقّبه الذهبي بقوله: "قلت: بل موضوع، وعبد الرحمن واهٍ. قال الحاكم: وهو أول حديث ذكرته له في هذا الكتاب. (قلت) : رواه عبد الله بن مسلم الفهري؛ ولا أدري من ذا، عن إسماعيل بن مسلمة عنه". وقال شيخ الإسلام- رحمه الله- في "قاعدة جليلة" (ص ٧٣- ط. المكتب الإسلامي) أو (١/٢٥٤- ٢٥٥- مجموع الفتاوى) : "ورواية الحاكم لهذا الحديث مما أنكر عليه، فإنه نفسه قد قال في كتاب "المدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم": عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة، لا يخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه" اهـ. وكذا قال الحافظ في "النكت" (١/٣١٨) . وانظر كلام الحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (١/١٩٩/٩٧) . وقد قال عنه الطحاوي: "حديثه عند أهل العلم بالحديث في النهاية من الضعف". وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (٥/٢٣٣- ٢٣٤) : " ليس بقوي في الحديث، كان في نفسه صالحاً وفي الحديث واهياً". وقال ابن حبان في "المجروحين" (٢/٥٧) : "كان ممن يقلب الأخبار وهو لا يعلم، حتى كثر ذلك في روايته من رفع المراسيل، وإسناد الموقوف؛ فاستحق الترك". وقال البخاري والنسائي: " ضعّفه عليٌّ جداً". وقال الساجي: "منكر الحديث". وعبد الله بن مسلم الفهري؛ قال عنه الذهبي في "الميزان" (٣/٢١٨) : "روى عن إسماعيل بن مسلمة بن قعنب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم خبراً باطلاً: "يا آدم لولا محمد ما خلقتك.." اهـ. والحديث أخرجه الطبراني في "الصغير" (٢/٨٢- ٨٣) وفي "الأوسط" (٦٥٠٢) من طريق أخرى عن عبد الرحمن بن زيد به. وقال: "لا يُروى عن عمر إلا بهذا الإسناد؛ تفرد به أحمد بن سعيد". وقال في " الأوسط": "لم يرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم إلا ابنه عبد الرحمن، ولا عن ابنه إلا عبد الله بن إسماعيل المدني، ولا يُروى عن عمر إلا بهذا الإسناد". قلت: لم يتفرد به عبد الله بن إسماعيل؛ بل تابعه إسماعيل بن مسلمة كما تقدم عند الحاكم والبيهقي. وأخرجه الآجري في "الشريعة" (٢/٢٤٨- ٢٤٩/١٠١٢) موقوفاً على عمر رضي الله عنه. وهذا من خلط عبد الرحمن بن زيد ووهمه. خلاصة القول: إن الحديث باطل موضوع؛ وانظر لزاماً ما كتبه العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني حول الحديث في "الضعيفة" (٢٥) . تنبيه: قال العلامة الفقيه الأصولي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ- حفظه الله ونفع به- في كتابه الماتع "هذه مفاهيمنا" (ص٢٥) هامش رقم (١) : "ومن اللطائف أن طبعة المستدرك الهندية وقع فيها خطأ مطبعي؛ هكذا: "هذا حديث صيّح الإسناد"! وصيح الإسناد من قولك: تصيح الشيء؛ إذا تكسَّرَ. كما في "تاج العروس شرح القاموس" (٢/١٨٦) . فمعنى: صيح الإسناد: متكسّر الإسناد. وهذه عجيبة، ولله حكمة في وقوع هذا الخطأ؛ فيتبصّروا" اهـ. قلت: وانظر لمزيد من الفائدة "التوسل أنواعه وأحكامه" للشيخ الألباني- رحمه الله- (ص١١٥- وما بعدها) .