والصالحين، وكتعرضه لأكابر أولياء الله بالتكفير والتشنيع فضلاً عن التبديع، كسيدي محيي الدين بن العربي، وسيدي عمر بن الفارض وغيرهم ممن ذكر بعضهم في كتابه "الفرقان " وشنع عليهم وكفّرهم وجعلهم أولياء الشيطان، وهذا دأبه عفا الله عنه في كتبه، ولذلك قلل الله النفع بها، كما جرت عادته تعالى فيمن يتعرض لأوليائه بالسوء، إذ قد ورد في الحديث القدسي: "من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب" وأي أذية أعظم من تكفيرهم وإخراجهم من دائرة الإسلام بالكلية؟!
أقول: جوابه: إن كتب شيخ الإسلام جميعها من الكتب التي أنعم الله تعالى بها على الأمة، وهي على اختلاف أنواعها وفنونها ليس لها نظير في بابها، وقد ذكرها الحافظ ابن القيم في "الكافية الشافية" وحث على مطالعتها فقال:
فاقرأ تصانيف الإمام حقيقة ... شيخ الوجود العالم الرباني
أعني أبا العباس أحمد ذاك الـ ... ـبحر المحيط بسائر الخلجان
وأقرأ كتاب العقل والنقل الذي ... ما في الوجود له نظير ثان
وكذاك منهاج له في رده ... قول الروافض شيعة الشيطان
وكذاك أهل الاعتزال فإنه ... أرداهم في حفرة الجبان
وكذلك التأسيس أصبح نقضه ... أعجوبة للعالم الرباني
وكذاك أجوبة له مصرية ... في ست أسفار كتبن سمان
وكذا جواب للنصارى فيه ما ... يشفي الصدور وإنه سفران
وكذاك شرح عقيدة للأصبها ... ني شارح المحصول شرح بيان
فيها النبوات التي إثباتها ... في غاية التقرير والتبيان
والله ما لأولي الكلام نظيره ... أبداً وكتبهم بكل مكان
وكذا حدوث العالم العلوي والـ ... ـسفلي فيه في أتم بيان
وكذا قواعد الاستقامة إنها ... سفران فيما بيننا ضخمان
وقرأت أكثرها عليه فزادني ... والله في علم وفي إيمان
هذا ولو حدثت نفسي أنه ...
قبلي يموت لكان غير الشان