للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يطلقون على من خالفهم في بدعهم وأهوائهم أسماء يكرهها الناس، ويستبشعها العوام، وجميع ما ذكر النبهاني في هذا المقام مما يتعلق بالسفر إلى الزيارة والاستغاثة بغير الله قد مر الكلام على إبطاله.

قال النبهاني في الرد على ما منعه ابن القيم من ضرب المثل بالملك وقضاء حاجات المستشفعين له بوزرائه وخواصه لله تعالى في قضاء حاجات المشتفعين له بأنبيائه وعباده الصالحين، وبعد نقل منعه، قال النبهاني: ومنعه ممنوع، لأن ذلك من قبيل التشبيه، وهو واقع في القرآن بقوله تعالى: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} ١.

إلى أن قال: وإنما حمل ابن القيم على منعه الإطالة في تهجينه كون ذلك يفيد جواز الاستغاثة بخواص عبيده المقربين، من الأنبياء والصالحين.

ثم نقل لابن القيم عبارة ذكرها في "جلاء الأفهام في الصلاة على خير الأنام" في الفائدة التاسعة والثلاثين من فوائده، مما يفيد بزعمه تشبيه الخالق بالمخلوق، ونقل عن القسطلاني والشعراني وعلى الخواص وغيرهم ما يفيد أيضاً جواز قياس الخالق على المخلوق وتشبيهه بخلقه.

جوابه: أن النبهاني هذا قد لبس في هذه المسألة وحرّف وأوهم، فلزم نقل عبارة ابن القيم أولاً وما يوافقها، ثم الكلام على باطل النبهاني وجهله.

فنقول: قال الحافظ ابن القيم في كتابه "إغاثة اللهفان"٢ في فصل الفرق بين زيارة الموحدين للقبور وزيارة المشركين:

"أما زيارة الموحدين فمقصودها ثلاثة أشياء:

أحدها: تذكر الآخرة والاعتبار والاتعاظ، ص وقد أشار النبي عليه السلام إلى ذلك لقوله: "زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة".


١ سورة النور: ٣٥.
(١/ ٣٣٧- وما بعدها) ط. المكتب الإسلامي.

<<  <  ج: ص:  >  >>