للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اشتمل عليه "جلاء العينين" وما ذهب إليه المحققون من الفريقين فلم أخذتك الحيرة واعترتك الوساوس الكثيرة؟!

وأعجب من ذلك قولك: وإن ما اعتمده في هذا الكتاب- مما أيد به زلاّت ابن تيمية- هو مذهب الوهابية لا مذهب الحنفية، ولا مذهب آبائه وأجداده السادة الشافعية.. حيث لم يعرف النبهاني المسكين النحل ولا المذاهب، فبقي يخبط خبط عشواء، ويبدي ويعيد، ويكرر قوله البعيد، حتى زعم أن ما ذهب إليه ابن تيمية وموافقوه ليس مذهب أهل السنة بل هو مذهب المبتدعين، وبينا خطأه سابقاً أوضح بيان، وأقمنا على ما قلناه الحجة والبرهان، وأن مذهب أهل السنة هو ما عليه أهل الحديث، وذكرنا سابقاً أن ما عليه أهل نجد ليس مخالفاً لما عليه الأئمة الأربعة، بل ما هم عليه هو الذي جاء به الدين المبين، وإطلاق الخصوم عليهم اسم الوهابية مع كونه غلطاً هو من باب التنابز بالألقاب، وبينا أن مثل ذلك من المثركين في شأن المسلمين إذ كانوا يسمونهم صابئة: {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} ١.

وأهل نجد مذهبهم على ما كان عليه الإمام أحمد بن حنبل نَضَّرَ الله وجهه، وقد رأيت رسالة مختصرة يحفظها صبيانهم وشبانهم في العقائد من تصانيف أبي عبد الله العلامة الشيخ محمد رحمه الله، وليس فيها ما يصادم الكتاب والسنة وما عليه أئمة الإسلام، وهي هذه:

"بسم الله الرحمن الرحيم اعلم رحمك الله أن طلب العلم فريضة، وأنه شفاء

القلوب المريضة، وهو من أهم ما وجب عليك، والعمل به سبب لدخول الجنة، والجهل به وإضاعته سبب لدخول النار، وأنه يجب عليك أربع مسائل.

الأولى: معرفة الله تعالى، ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.

الثانية: العمل به.

الثالثة: الدعوة إليه.


١ سورة الفتح: ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>