للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالعبودية،. وأعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعاء غير الله تعالى معه، والدليل قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شيئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} ١ الآية.

فإذا قيل لك: ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟ فقل: الأصل الأول معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه صلى الله عليه وسلم.

فإذا قيل لك: من ربك؟ فقل: ربي الله الذي رباني بنعمته وربى جميع العالمين، وهو معبودي ليس لي معبود سواه، والدليل قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وكل ما سوى الله عالم، وأنا واحد من ذلك العالم.

وإذا قيل لك: بم عرفت ربك؟ فقل: بآياته ومخلوقاته، فمن آياته الليل والنهار، والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السموات السبع ومن فيهن وما بينهما، والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما، والدليل قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ} ٢ الآية، وقوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} ٣ الآية، والرب هو المعبود، والدليل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} الآيتين٤.

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة.

وأنواع العبادة التي أمر الله تعالى بها: مثل الإسلام، والإيمان، والإحسان، ومنها الدعاء، والرجاء، والخوف، والتوكل، والرغبة، والرهبة، والخشوع، والخشية، والإنابة، والاستعانة، والاستغاثة، والاستعاذة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها كلها لله تعالى، والدليل قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} ٥ فمن صرف شيئاً من هذه لغير وجه الله فهو


١ سورة النساء: ٣٦.
٢ سورة فصلت: ٣٧.
٣ سورة الأعراف: ٥٤.
٤ سورة البقرة: ٢١- ٢٢.
٥ سورة الجن: ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>