للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرابع عشر: أنه الصادق في وعده وخبره، فلا أصدق منه قيلاً، ولا أصدق منه حديثاً، وهو لا يخلف الميعاد.

الخاص عشر: أنه تعالى صمد بجميع معاني الصمدية، يستحيل عليه ما يناقض صمديته.

السادس عشر: أنه قدوس سلام، فهو المبرّأ من كل عيب وآفة ونقص.

السابع عشر: أنه الكامل، الذي له الكمال المطلق من جميع الوجوه.

الثامن عشر: أنه العدل، الذي لا يجور ولا يظلم، ولا يخاف عباده منه ظلماً.

وهذا ما اتفقت عليه جميع الكتب والرسل، وهو من المحكم الذي لا يجوز أن تأتي شريعة بخلافه، ولا يخبر شيء بخلافه.

فترك المثلثة عبّاد الصليب هذا كله، وتمسّكوا بالمتشابه من المعاني، والمجمل من الألفاظ، وأقوال من قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلّوا عن سواء السبيل، وأصول المثلثة ومقالاتهم في رب العالمين تخالف هذا كله وتباينه أشد المخالفة والمباينة" انتهى.

قال:"فقف وتأمل هذه الأصول وأولها- وهو أنه تعالى لا شريك له ولا ند ولا شافع إلا من بعد إذنه- ووازن بينه وبين قول الغلاة" إلى آخر ما قال.

فعُلِمَ من جميع ما نقلناه أن الدلائل إنما تكون من الكتاب والسنة والإجماع، وعليه كتب الأصول، وأما القياس، فقد اختلف فيه الأصوليون، ومن أراد تفصيل الكلام في هذا المقام فعليه بتلك الكتب. وقد جمع العلامة والفاضل الفهامة، الشيخ جمال الدين القاسمي الدمشقي١- حفظه الله تعالى ومتّع المسلمين


١ هو: محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم بن صالح بن إسماعيل القاسمي الحلاق. علامة الشام وإمامها في العلم، مولده ووفاته فيها؛ ولد سنة (١٢٨٣) وتوفي سنة (١٣٣٢هـ) .
كان سلفيَّ العقيدة، محارباً للبدع والمحدثات.
له كتب قيمة كثيرة؛ أهمها: "قواعد التحديث" و"إصلاح المساجد من البدع والعوائد" وغيرهما. ترجمته في "الأعلام" للزركلي (٢/١٣٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>