للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عالم، لئلا تطمس معالم الدين وتخفى أعلامه. وكان بنو إسرائيل كلما هلك نبي خلفه نبي، فكانت تسوسهم الأنبياء١، والعلماء لهذه الأمة كالأنبياء في بني إسرائيل.

وأيضاً ففي الحديث الآخر:" يَحْمِلُ هذا العلم من كلّ خَلَفٍ عدولُه، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين"٢. وهذا يدل على أنه لا يزال محمولاً في القرون قرناً بعد قرن.

وفي"صحيح أبي حاتم"٣ من حديث الخولاني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته"٤. وغرسُ الله هم أهل العلم والعمل، فلو خلت الأرض من عالم خلت من غرس الله، انتهى المقصود من نقله٥.

فعُلِمَ من هذا الوجه، بطلان ما ذكره الغبي النبهاني في مقدمة كتابه من


١ انظر: "صحيح البخاري" (٣٤٥٥) و"صحيح مسلم" (١٨٤٢) .
٢ حديث حسن لغيره. فقد أخرجه: البيهقي في "السنن الكبرى" (١٠/٢٠٩) وفي "دلائل النبوة" (١/٤٣-٤٤) وابن عدي في "الكامل" (١/١٢٧، ١٥٣، و٢/٥١١- الفكر) وابن عبد البر في "التمهيد" (١/٥٩) والخطيب البغدادي في "شرف أصحاب الحديث" (رقم: ٥٠- بتحقيقي) والآجري في "الشريعة" (١/ ١٠٢، ١٠٣- ١٠٤/ ١، ٢) ، وابن حبان في"الثقات" (٤/١٠) وابن وضاح في "البدع والنهي عنها" (١) وغيرهم.
من طرق؛ عن معان بن رفاعة، عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. وإسناد الحديث ضعيف. لكن له شواهد عن جمع من الصحابة، تكلّمتُ عليه وخرّجته بتوسع في تحقيقي لـ (شرف أصحاب الحديث" للخطيب البغدادي، و"عيون الأخبار" لابن قتيبة رقم (٣٢٤) .
٣ يقصد به: "صحيح ابن حبان".
٤ أخرجه: أحمد (٤/٢٠٠) أو رقم (١٧٨٣٩ - قرطبة) وابن ماجه (٨) وابن حبان (٢/٣٢- ٣٣/ ٣٢٦) وفي "الثقات" (٤/٧٥) والبخاري في "التاريخ الكبير" (٩/٦١) وابن عدي في "الكامل" (٢/ ٥٨٣- الفكر) . وحسّنه الشيخ الألباني في "الصحيحة" (٢٤٤٢) .
٥ انظر: "مفتاح دار السعادة" (١/٤٤٩- ٤٥١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>