للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن يكن غاب شخصه وتوارى ... ومضت روحه لدار السلام

فمناقبه والفضائل تبقى ... في ممر الدهور والأعوام

سيد قد علا بعلم وحلم ... فعداه لديه كالأنعام

كم رماه الحساد بالكيد والبغي ... وهو لا ينثني عن الإقدام

طالب الحق لا يخاف لحيف ... وهو يحمي عن ذروة الإسلام

لا يخاف الملوك أيضاً ولا الخلـ ... ـق ولا العداة مع اللوم

صدره للعلوم والقلب للرب ... ويداه للبذل والإنعام

لا تلمني على المديح ودعني ... فهو شيخي وبغيتي ومرام

كل من مات في هواه بوجد ... ما عليه في حتفه من ملام

(ومنها للشيخ الإمام زين الدين عمر بن الحسام الشبلي رحمه الله تعالى) :

لو كانت يقنعني عليك بكائي ... لجرت سوابق عبرتي بدماء

أو كنت في يوم انتقالك للبلى ... صخراً لزدت على بكا الخنساء

لكن أصبر عنك نفسي كاتماً ... للحزن خوف شماتة الأعداء

أترى علمت وأنت أفضل عالم ... ما عندنا من لوعة وبلاء

أسفي على تلك الديانة والتقى ... والجود آذن قربه بتناء

أسفي عليك وما التأسف نافع ... صبا عليك مقلقل الأحشاء

أسفي عليك نفى الكرى عن ناظري ... من فرط أحزاني وفرط عنائي

غاضت بحار العلم بعد والو ... رى في غفلة يا سيد العلماء

بأبي وحيداً مات منفرداً عن الـ ... ـأحباب كان بقية الصلحاء

بحر العلوم حوى الفضائل كلها ... وسما سمو كواكب الجوزاء

متفرد في كل علم دونه ... لعلو رتبته ذرى العلياء

بالفضل قد شهدت له أعداؤه ... وبه سما فضلاً على النظراء

شيخ العلوم وتابع السلف الألي ... تبعوا الرسول بشدة ورخاء

وإمام أهل الأرض والمبدي لهم ... سنن الهدى عن صحة الأنباء

ذو الصالحات وذو الشجاعة والتقى ...

والجود والبركات والآلاء

<<  <  ج: ص:  >  >>