سل عنه غازانا وسل أمراءه ... لما أتوا بطلائع الأسراء
والمغل قد ملكوا البلاد وأهلها ... كم فك من عان بغير عناء
وكذا بشقحب التتار قد أقبلوا ... كالطم في أمم بغير مراء
والمسلمون على النزول قد أجمعوا ... والمغل عنهم نظرة للرائي
من حرض السلطان والأمرا على ... ترك النزول سواه عند مساء
قال أثبتوا فلكم دليل النصر قد ... وافى فكان النصر عند لقاء
وأتى جبال الكسروان فآذنت ... بدمارها من بعد طول بقاء
وله بكل مدينة ذكر أتى ... كالمسك فهو معطر الأرجاء
سير إذا نظمتها سارت بها الـ ... ـركبان دون قصائد الشعراء
وإذا إمام المسلمين وشيخهم ... ولي وعز على عزاه عزائي
أدعو إله العرش يجمع بيننا ... في جنة الفردوس فهو رجائي
وعليه من رب السماء تحية ... تبقى له أبدا بغير فناء
(ومنها للشيخ جمال الدين عبد الصمد بن إبراهيم البغدادي الحنبلي المعروف بابن الحصري) :
عش ما تشاء فإن آخره الفنا ... الموت ما لا بد منه ولا غنى
والدهر إن يوماً أعان فطالما ... بالسوء عان فعونه عين العنا
لا بد من يوم يسوءك حتفه ... حتما نأى الأجل المقدر أودنا
للنفس سهم من سهام نوائب ... يرمي فيصمي من هناك ومن هنا
من غره الأمل المديد فإنه ... غر لأن طعامه لن يهتنا
شمس الحياة تضيفت ومشيبه ... ضيف يجرمن المنية ضيفنا
من حين أوجد كان نفس وجوده ... في الكون بالعدم المحقق مؤذنا
يا من يعد الدهر صاحب دهره ... ويعد فيه للإقامة موطنا
أو ما رأيت الموت كيف سطا بمن ... في الخلق عن محض العلوم تكونا
ندب مباح الصدر حظر بعده ... فلم استحال وكان شيئاً ممكنا
بذ الأنام مع البذاذة فضله ...
إذ لم يكن بسوى التقى متزينا