مات الإمام العالم الحبر الذي ... بهداه عالم كل قوم يهتدي
من لليهود وللنصارى بعده ... يرميهم بمقالة المتشدد
سل عنه ديّان اليهود أما غدا ... متلفعاً بصغاره المتهود
نشأت على فعل التقى أطواره ... فعنت له التقوى وأعطت عن يد
ورث الزهادة كابراً عن كابر ... والعلم إرثاً سيداً عن سيد
قف إن مررت بقاسيون على ثرى ... فيه ضريح العالم المتفرد
واعجب لقبر ضم بحراً زاخراً ... بالفضل يقذف بالعلا والسؤدد
بشر يبشر بالغنى من جاءه ... يسر يسرّ فؤاد عان مزهدى
كانت به أرض الشآم أمينة ... من مبطل متهوك صل ردي
لو تستطيع بنات نعش أن ترى ... يوماً تسير بنعش ميت ملحد
كانت تسير بنعشه وتحطه ... فوق السماك وفوق فرق الفرقد
مات الذي جمع العلوم إلى التقى ... والفضل والورع الصحيح الجيد
شيخ الأنام تقي دين محمد ... وجمال مذهب ذي الفضائل أحمد
ودّعت قلبي يوم جاء بنعيه ... فتقاعدي يا عين بي أو أنجدي
سقت العهاد عراص قبر حله ... جسد حوى خلقاً وحسن تودد
من مبلغ العذال فرط صبابتي ... وتعلقي يوم النوى وتسهدى
ما بعد رزئك في الزمان رزية ... تصمى المقاتل بالفراق ولا تدي
بددت شمل الملحدين جميعهم ... وجمعت شمل ذوي التقى المتبدد
يا من ترى أقواله مبيضة ... في كل ذي قول ووجه أسود
يا كاليء الإسلام من أعدائه ... وسمام كل أخي نفاق ملحد
يا واحد الدنيا ويا فرد الورى ... أنت الذي جددت دين محمد
إلى أن قال:
لله درك من إمام كامل ... تقفوا الأئمة أثره بل تقتدي
صنفت كتباً قد حوت كل الهدى ... وبهديها قد ضل من لا يهتدي
فيها رددت على الفلاسفة الألى ...
زاغوا عن الحق الصريح الأيدي