للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

.... ..... .......... ........ فإِنّي ... جبانُ الكَلْبِ مهزولُ الفصيلِ١

الذي هو دليلٌ على أنَّه مِضْيافٌ، فالمعاني الأُوَلُ المفهومةُ من أنْفُس الألفاظِ هي المَعارِضُ والوشْيُ والحَلْيُ وأشباهُ ذلكَ، والمعاني الثَّواني التي يُومَأُ إِليها بتلكَ المعاني، هي التي تُكْسَى تلك المعارضَ، وتزين بذلك الوشي والحلي٢.


١ بيت شعر، وسيأتي بتمامه في رقم: ٣٦٤، وصدر:
وما يك في من عيب فإني
٢ في هامش "ج" حاشية هي من كلام عبد القاهر، كما رجحت، هذا نصها:
"ههنا نكتة، وهي أن الوشي من الثياب يكون وشيًا كان على اللابس، أو كان قد خلع وترك ... دلوا بها على معان ثوان تكون وشيًا وحليًا ما دامت لباسًا لتلك المعاني، فإذا خلعت عنها ونظر إليها منزوعة منها، لم تكن وشيًا ولا حليًا. فلو قلت: "فصلان فلان [هزلي] "، وأنت لا تكنى بذلك عن نحره أمهاتها للضيافة، لم يكن من معنى الوشى والحلى في شيء. وكذلك يتغير الحال بأن تحول الشيء من ذلك عما كنوا به عنه، فلو جعلت قوله:
ولا ابتاع إلاقرينة الأجل
في صفة قصاب، لم يكن من الحسن الذي هو له الآن في شيء، فاعرفه".
يقول أبو فهر: مكان النقط مطموس في التصوير، وسيأتي البيت الذي أنشده بعد قليل، برقم: ٣١١، وصدره:
لا أمتع لاعوذ بالفصال
وقوله آنفا: "فصلان فلان [هزلي] "، إشارة إلى البيت الذي سيأتي بعد قليل: "فإني جبان الكلب مهزول الفصيل".