للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الليل لا يقبله بالنهار، وإنه لا يقبل نافلة حتى تؤدي الفريضة، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازنيه يوم القيامة، باتباعهم في الدنيا الحق وثقله عليهم، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلاً، وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم في الدنيا الباطل وخفته عليهم، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفاً، وأن الله عزوجل ذكر أهل الجنة وصالح ما عملوا، وتجاوز عن سيئاتهم، وذكر آية الرحمة وآية العذاب ليكون المؤمن راغباً راهباً فلا يتمنى على الله غير الحق، ولا تلقي بيدك إلى التهلكة، فإن حفظت قولي فلا يكونن غائباً أحبّ إليك من الموت، ولا بد لك منه، وإن ضيعت وصيتي فلا يكونن غائباً أبغض إليك من الموت، ولن تعجزه"١.

وعن أبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم بن أبي بكر٢ بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب٣ - رضي الله عنهم -، قال: "سمعت جدي أبا بكر بن سالم٤ يقول: "لما حضرت٥ أبا بكر الصديق، عند آخر عهده بالدنيا خارجاً منها، وأوّل عهده بالآخرة داخلاً فيها، حيث يؤمن الكافر ويوقن الفاجر، ويصدق الكاذب، إني استخلفت عليكم من بعدي عمر بن الخطاب، فإن قصد وعدل فذاك ظني، وإن جار وبدل فالخير أردت، ولا أعلم الغيب {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ


١ الخلال: السنة ١/١/٢٧٥، ٢٧٦، ابن الجوزي: مناقب ص ٥٦، ٥٧، وهو مرسل؛ لأن زبيداً لم يدرك وفاة أبي بكر. وورد الأثر من طريق أبي بكر بن سالم فيتقوى الأثر بذلك ويكون حسناً لغيره.
٢ مطموس في الأصل، سوى: (بكـ) .
٣ لو أعثر على ترجمة له.
٤ أبو بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر، ثقة، من الخامسة. (التقريب ص ٦٢٢) .
٥ حذف الفاعل، أي: لما حضرت أبا بكر الوفاة كما قال تعالى: {كَلاّ إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ} ، أي: الروح.

<<  <  ج: ص:  >  >>