للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشام بأمر الصديق على الصحيح١، ووهم من قال: "إن عمر هو الذي بعثه بعد موت الصديق"٢.

وذلك أن خالداً لما سار إلى الشام، استغنم الفرس غيبت٣ خالد، واجتمعوا بعد مقتل ملكهم وابنه وبعثوا / [٥٣ / ب] إلى المثنى جيشاً نحواً من عشرة آلاف، وكتب شهرياز٤ إليه: "إني قد بعثت إليك جنداً من أوخش٥ أهل فرس، إنما هم رعاة الدجاج والخنازير، ولست أقاتلك إلا بهم".

فكتب المثنى "إنما أنت أحد رجلين إما باغ فذلك شرّ لك، وخير لنا، وإما كاذب٦ فأعظم الكذابين عقوبة وفضيحة عند الله في الناس الملك الكاذب، وأما الذي ذكرت أنك تقاتلنا بهم من الرعاة فإنا نرى أنكم قد اضطررتم إليهم، فالحمد لله الذي ردّ كيدكم إلى رعاة الدجاج والخنازير، وأحوجكم إليهم".

فلامه فارس٧ على كتابه ذلك، ثم واقعوه فظفر المثنى بهم، ثم استخلف على العراق، وسار إلى المدينة؛ لأنه كان قد استبطأ خبر الصديق، لأنه مشتغل بأهل الشام عنه، فوجد الصديق في السياق وعهد إلى عمر بن الخطاب فقال لعمر: "إذا أنا مِت فاندب الناس إلى الجهاد بأرض العراق مع المثنى، وصلة لمن بقي من المقاتلة بعد ذهاب خالد عنها"٨.


١ ابن كثير: التاريخ ٤/٥، الطبري: التاريخ ٣/٤١٥، ٤٠٨.
٢ لم أجده.
٣ في الأصل: (عيبته) وهو تصحيف.
٤ في ابن كثير: التاريخ: (شهريار) وفي الطبري: التاريخ: (شهريراز) .
٥ الوخش: رذال الناس، وسقاطهم. (القاموس ص ٧٨٦) .
٦ مطموس في الأصل سوى: (كا) .
٧ أي: أهل فارس.
٨ ابن كثير: التاريخ ٤/١٧، ١٨، الطبري: التاريخ ٣/٤١٢، ٤١٣، ٤١٤، من طريق سيف بن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>