للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن زيد بن وهب١، قال: "خرج جيش في زمن عمر رضي الله عنه نحو الجبل، فانتهوا إلى نهر ليس عليه جسر، فقال أمير ذلك [الجيش] ٢ لرجل من أصحابه: "انزل وانظر في مخاضة نجوز فيها"، في يوم شديد البرد، فقال ذلك الرجل: إني أخاف إن دخلت الماء أن أموت"، فأكرهه فدخل فقال: "يا عمراه يا عمراه"، ثم لم يلبث أن هلك، فبلغ ذلك عمر وهو في سوق المدينة، فقال: "يا لبيكاه"، وبعث إلى أمير ذلك الجيش فنزعه، وقال: "لولا أن يكون سنة بعدي لأقدت منك، لا تعمل لي عملاً أبداً"٣.

وعن الحسن٤، قال: "قال عمر رضي الله عنه: "لئن عشت إن شاء الله تعالى لأسيرن في الرعية حولاً، فإني أعلم أن للناس حوائج تقطع عني، أما هم فلا يصلون إليّ، وأما عمّالهم فلا يرفعونها إليّ، فأسير إلى الشام فأقيم بها شهرين، ثم أسير إلى مصر فأقيم بها شهرين، ثم أسير إلى البحرين فأقيم بها شهرين، ثم أسير إلى الكوفة فأقيم بها شهرين، ثم أسير إلى البصرة فأقيم بها شهرين"٥.

وروى ابن شبه: أن عمر رضي الله عنه عتب على بعض عماله، فكلم


١ الجهني.
٢ سقط من الأصل.
٣ ابن شبه: تاريخ المدينة ٣/٨١٢، البيهقي: السنن: ٨/٣٢٣، ومداره على الأعمش، وهو مدلس وقد عنعن، وأورده ابن الجوزي: مناقب ص ١٢٠، والمتقي الهندي: كنْز العمال ١٥/٨١، ونسبه للبيهقي، والأعمش من المرتبة الثانية التي تحمل الأئمة تدليسهم.
٤ البصري.
٥ ابن شبه: تاريخ المدينة ٣/٨٢١، الطبري: التاريخ ٤/٢٠١، ٢٠٢، ابن الجوزي: مناقب ص ١٢١، وهو مرسل من مراسيل الحسن ضعيفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>