للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

امرأة عمر، فقالت له: "يا أمير المؤمنين فيم وجدت عليه؟ "، فقال: "يا عدوة الله، وفيم أنت وهذا؟ "، إنما أنت لعبة يلعب بك ثم تتركين"١.

وكان عمر يقول: "أشكوا إلى الله جلد الخائن وعجز الثقة"٢.

وروى أبو القاسم الأصفهاني بسنده إلى عمير بن سلمة الديلي٣، أنه خرج مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أو أخبره من كان مع عمر، قال: "أتينا عمر نصف النهار، وهو قائل في ظل شجرة، إذ جاءت أعرابية فتوسمت الناس فجاءته، فقالت: "إني امرأة مسكينة ولي بنون، وإن أمير المؤمنين كان بعث محمّد بن مسلمة ساعياً فلم يعطنا٤، فلعلك - يرحمك الله - أن تشفع لنا إليه، قال: فصاح يا يرفأ ادع لي محمّد بن مسلمة، فقالت: "إنّه أنجح لحاجتي أن تقوم معي إليه، قال: "إنه سيفعل إن شاء الله"، فجاءه يرفأ فقال: "أجب"، فجاء فقال: "السلام عليك يا أمير المؤمنين"، فاستحيت المرأة، فقال عمر رضي الله عنه: "والله ما آلو أن أختار٥ خياركم، فكيف أنت قائل إذا سألك الله عن هذه؟ "، فدمعت عينا محمّد / [٧٥/أ] ثم قال عمر: "إن الله بعث إلينا نبيه محمّداً صلى الله عليه وسلم فصدقناه، واتبعناه، فعمل بما أمره الله، فجعل الصدقة لأهلها من المساكين حتى قبضه الله على ذلك، ثم


١ ابن شبه: تاريخ المدينة ٣/٨١٨، بأطول وإسناده منقطع، ثابت البناني لم يدرك هلال بن أمية، وأورده ابن الجوزي: مناقب ص ١٢١.
٢ ابن الجوزي: مناقب ص ١٢١.
٣ عمير بن سلمة البكري، روى عن عمر بن الخطاب، وروى عنه أبو الأسود يتيم عروة. (الجرح والتعديل ٦/٣٧٦) .
٤ في الأصل: (يعطينا) ، وهو تحريف.
٥ في الأصل: (أختاركم) ، وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>