للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوالله لو كلفوني نقل١ جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، فقال أبو بكر: "هو والله خير". فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صَدْرِي للذي شرح الله له صَدْرِي أبي بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من٢ الرّقاع والأكتاف، والعُسُب٣، وصدور الرجال، حتى وجدت من سورة التوبة / [٧٧ / ب] آيتين مع خزيمة الأنصاري٤، لم أجدهما مع أحد غيره {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: ١٢٨-١٢٩] ، إلى آخرهما. فكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عمر حتى توفاه الله [ثم] ٥ عند حفصة بنت عمر"٦.

وذكر ابن الجوزي عن الحسن٧، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل عن آية في كتاب الله عزوجل فقيل: "كانت مع فلان فقتل يوم اليمامة، فقال: "إنا لله"، وأمر بالقرآن فجمع، فكان أول من جمعه في المصحف٨.

وعن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال: "أراد عمر بن الخطاب


١ مطموس في الأصل، سوى (ل) .
٢ مطموس في الأصل، سوى (ن) .
٣ العسب: الذي لم ينبت عليه الخوص من السعف. (القاموس ص ١٤٧) .
٤ خزيمة بن ثابت الأنصاري، ذو الشهادتين، قتل مع عليّ بصفين. (التقريب ص ١٩٣) .
٥ مطموس في الأصل.
٦ البخاري: الصحيح، كتاب التفسير ٤/١٩٠٧، رقم: ٤٧٠١.
٧ البصري.
٨ ابن الجوزي: مناقب ص ١٢٦، والخبر في ابن أبي داود: المصاحف ص ١٦، إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن لم يسمع من عمر، وفيه مبارك بن فضالة عنعن وهومدلس.

<<  <  ج: ص:  >  >>