للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا تجاورنكم الخنازير"١.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "اكتبوا عن الزاهدين في الدنيا، فإن الله عزوجل وكل بهم ملائكة واضعة أيديهم على أفواههم لا يتكلمون إلا بما هيأ الله لهم"٢.

وعن أبي عبد الله بن إدريس٣، قال: "أتيت سعيد٤ بن أبي بردة، فسألته عن رسائل عمر بن الخطاب التي كان يكتب بها إلى أبي موسى، وكان أبو موسى قد أوصى إلى أبي بردة٥، قال: فأخرج إليّ كُتباً فرأيت في كتاب منها:

"أما بعد، فإن القضاء فريضة محكمة، وسنة متبعة، فافهم إذا أُدلي إليك فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له، آسِ٦ بين الاثنين في مجلسك ووجهك، حتى٧ لا يطمع شريف في حيفك، ولا ييأس وضيع، وربما قال: ضعيفٌ من عدلك، الفهمَ الفهْمَ مما يتلجْلجُ٨ في صدرك، وربما قال: في نفسك، فيشكل عليك وما لم ينزل في الكتاب، ولم تجربه السنة، فاعرف الأشباه والأمثال، ثم قِسِ الأمور بعضها ببعض، وانظر أقربها إلى الله عزوجل وأشبهها بالحقّ فاتّبعه واعمد إليه، ولا يَمنعك قضاء قضيته بالأمس، راجعت


١ عبد الرزاق: المصنف ٦/٦١، ٩/٢٤٨، ابن الجوزي: مناقب ص ١٣٢، والمتقي الهندي: كنْز العمال ٤/٤٦٧.
٢ ابن الجوزي: مناقب ص ١٣٢.
٣ إدريس بن يزيد الأودي، ثقة، من السادسة. (التقريب ص ٩٧) .
٤ في الأصل: (سعد) ، وهو تحريف.
٥ أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، ثقة، توفي سنة أربع ومئة. (التقريب ص ٦٢١) .
٦ آس بين الناس: أي: سوّ بينهم. (الكامل في اللغة ١/١٧) .
٧ في الأصل: (حيث) ، وهو تحريف.
٨ تلجلج: أي: تردّد في صدرك، وقلق ولم يستقر. (لسان العرب ٢/٣٥٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>