للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه نفسك، وهُديت فيه لرشدك، فإن مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل. المسلمون عدول بعضهم على بعض، إلا مجلوداً في حد، أو مُجرّباً عليه شهادة زور أو ظنيناً١ في ولاء أو قرابة، اجعل لمن ادعى حقاً غائباً أمداً ينتهي إليه / [٨٠ / أ] أو بيّنة عادلة، فإنه أثبت في الحجّة، وأبلغ في العذر، فإن أحضر بيّنة إلى ذلك الأجل أخذ بحقّه، وإلا وجهت عليه القضاء. البيّنة على من ادّعى، واليمين على من أنكر. إن الله تولى منكم السّرائر، ودرأ عنكم الشُّبهات، وإياك والقلق٢ والضجر، والتأذي بالناس، والتنكّر٣ للخصم في مجالس القضاء التي يوجب الله تعالى بها الأجر، ويحسن فيها الذّخر، من خلصت نيته فيما بينه وبين الله عزوجل كفاه ما بينه وبين الناس، والصلح جائز بين الناس إلا صلحاً أحلّ حراماً٤، أو حرّم حلالاً، ومن تزين للناس بما يعلم الله عزوجل غير ذلك شانه الله، فما ظنك بثواب غير الله٥ في عاجل وآجل آخره"٦.


١ أو ظنيناً في ولاء أو نسب: أي: متهم. (لسان العرب ١/١٨) .
٢ القلق: الانزعاج. (لسان العرب ١٠/٣٢٣) .
٣ في الأصل: (الشكر) ، وهو تحريف.
٤ في الأصل: (حرام) .
٥ كذا في الأصل، والكامل، ومناقب عمر، والسنن للبيهقي، وأخبار القضاة، وسنن الدارقطني، وفي أعلام الموقعين: (فما ظنك بثواب عند الله) ، قال ابن القيم: "يريد به تعظيم جزاء المخلص، وبيان أن جزاء العاملين كما ذكر في القرآن مراراً لا يقدّر قدره عند الله، وأنهم سيوفون أجرهم في هذه الحياة الدنيا وفي الآخر".
٦ وكيع: أخبار القضاة ص ٧٠، ٧١، وإسناده صحيح إلى سعيد بن أبي بردة، ابن الجوزي: مناقب ص ١٣٣، البيهقي: السنن: مختصراً ١٠/١١٩، ١٣٥، عن سعيد بن أبي بردة مرسلاً، الدارقطني: السنن ١/٢٠٦، ٢٠٧، عن أبي المليح الهذلي، وفي إسناده عبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث. (التقريب ص ٤٢٨٥) ، البيهقي: السنن: ١٠/١٥٠، والمتقي الهندي: كنْز العمال ٥/٨٠٦، وإسناد البيهقي ضعيف لانقطاعه، أبو العوام البصري توفي بين الستين والسبعين بعد مئة. وأورده المبرد: الكامل ١/١٦، ١٧، وابن خلدون: المقدمة ١/٢٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>