للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أبي أمامة١ رضي الله عنه قال: بينا نحن عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يجول في سكك المدينة، ومعنا الأشعث بن قيس٢، فأدرك عمر الأعياء، فقعد، وقعد إلى جنبه الأشعث بن قيس، وقد أتي عمر بِمِرْجَلٍ٣ فيه / [/ ٨٣ / ب] لحم، فجعل يأخذ منه فينهشه فينضح على الأشعث بن قيس، فقال الأشعث: "يا أمير المؤمنين، لو أمرت بشيء من سمن فصُب على هذا اللحم، ثم طبخ حتى يبلغ أناته، كان ألين له"، فرفع عمر يده فضرب بها صدر الأشعث بن قيس، ثم قال: "أدمان في أدم؟ كلا! إني لقيت صحابي، وصحبته، فأخاف إن خالفتهما يخالف بي عنهما، فلا أُنْزل معهما حيث يُنْزلان"٤.

وعن ثابت٥ قال: "اشتهى عمر رضي الله عنه الشّراب فأتي بشربة من عسل، فجعل يدير الأناء في كفّه فيقول: "أشربها وتذهب حلاوتها، وتبقى مراراتها"، ثم دفعها إلى رجل من القوم فشربها"٦.

وعن الأحنف بن قيس، قال: "خرجنا مع أبي موسى الأشعري وفوداً إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان لعمر ثلاث خبزات يأدمهن يوماً بلبن وسمن، ويوماً بلحم، ويوماً بزيت، فجعل القوم يعذرون، فقال عمر: "والله


١ الباهلي.
٢ الكندي، صحابي، نزل الكوفة، توفي سنة أربعين. (التقريب ص ١١٣) .
٣ المِرْجَل: القِدر من الحجارة والنحاس. (لسان العرب ١١/٢٧٤) .
٤ ابن أبي الدنيا: إصلاح المال ص ٣١٨، وفي إسناده عليّ بن محمّد لم أعثر له على ترجمة. وابن الجوزي: مناقب ص ١٤٤، ١٤٥.
٥ البناني.
٦ ابن عساكر: تاريخ دمشق ج ١٣ / ق ١٠٤، وهو ضعيف لانقطاعه، ثابت لم يدرك عمر، ابن الجوزي: مناقب ص ١٤٥، والمتقي الهندي: كنْز العمال١٢/٦٣٢، وعزاه لابن المبارك.

<<  <  ج: ص:  >  >>