للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: "اللهم إنّك منعت هذا رسولك ونبيك وكان أحبّ إليك مني وأكرم عليك مني، ومنعته أبا بكر وكان أحبّ إليك مني، وأكرم عليك مني، ثم أعطيتنيه فأعوذ بك أن تكون أعطيتنيه لتمكر بيَ ثم بكى - رحمه الله - حتى من عنده". ثم قال لعبد الرحمن: "أقسمت عليك لما بعته ثم قسمته قبل أن تمسي"١.

وعن أبي بكر بن عياش٢، قال: "جيء بتاج كسرى إلى عمر رضي الله عنه فقال: إن قوماً أدوا هذا لأمناء، فقال عليّ رضي الله عنه إن القوم رأوك عففت فعفوا، ولو رتعت لرتعوا"٣.

وعن أبي سنان الدّؤلي٤: أنه دخل على عمر رضي الله عنه وعنده نفرٌ من المهاجرين، فأرسل عمر رضي الله عنه إلى سَفَطٍ٥ أُتي به من قلعة من العراق، فكان فيه خاتم، فأخذه بعض بنيه فأدخله في فيه فانتزعه عمر منه ثم بكى فقال من عنده: "لم تبكي، وقد فتح الله لك وأظهرك على عدوّك وأقرَّ عينك؟ "، فقال: عمر "إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تفتح الدنيا على أحد إلا ألقى [الله] ٦ بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة"، وأنا أُشفق من ذلك"٧.


١ ابن كثير: التاريخ ٤/٦٩، وفيه الهيثم بن عدي، وهو متروك، وانظر: ص ٤١٣.
٢ الأسدي، مشهور بكنيته، والأصح أنها اسمه، ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح، توفي سنة أربع وتسعين ومئة. (التقريب ص ٦٢٤) .
٣ الطبري: التاريخ ٤/٢٠، ٢٣، ابن كثير: التاريخ ٤/٦٩، ٧٠، من عدة طرق ومداره على سيف بن عمر.
٤ يزيد بن أمية الدّؤلي، ثقة من الثانية، ومنهم مَن عَدَّه من الصحابة. (التقريب ص ٥٩٩) .
٥ في الأصل: (سقاط) ، وهو تحريف.
٦ سقط من الأصل.
٧ أحمد: المسند ١/١٩٤، وصحّحه أحمد شاكر في تخريجه لأحاديث المسند رقم: ٩٣، عبد بن حميد في المسند ١/٩٨، وأورده ابن الجوزي: مناقب ص ١٦٤، والمتقي الهندي: كنْز العمال ٣/٧١٦، وعزاه لأحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>