للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن [ابن] ١ أبي ربيعة٢ قال: "لما نظر عمر رضي الله عنه إلى مال جلولاء ونهاوند في المسجد حين طلعت عليه الشّمس، فحميت الآنية، وبرقت الحلية، بكى، فقيل له: "يا أمير المؤمنين ما هذا بيوم حزن ولا بكاء فقال: "قد عرفت، ولكنه لم يفش المال بين قوم قط إلا ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة"٣.

وعن إبراهيم بن سعد٤ أن٥ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه لما أتي بكنوز كسرى قال عبد الله بن الأرقم: "اجعلها في بيت المال حتى نقسمها فقال عمر: "والله لا آويها إلى سقف حتى / [٩١ / ب] أمضيها"، فوضعها في وسط المسجد، وباتوا عليها يحرسونها فلما أصبح كشف عنها فرأى الحمراء والبيضاء، فبكى عمر، فقال له عبد الرحمن: "ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ والله إن هذا اليوم يوم شكر ويوم فرح وسرور فقال عمر: "إنه لم يعطه قوم إلا ألقيت بينهم العداوة والبغضاء"٦.

وعن الحسن٧، قال: لما أتي عمر بخزائن كسرى، قال: "والله لا يظلها سقف بيت دون السماء"، فطرحت بين صُفَّتي المسجد، صُفّة النساء وصُفَّة الرجال،


١ سقط من الأصل.
٢ الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، أمير الكوفة، صدوق، توفي قبيل السبعين. (التقريب ص ١٤٦) .
٣ ابن الجوزي: مناقب ص ١٦٤، وهو ضعيف لانقطاعه، الحارث لم يدرك عمر.
٤ في الزهد وتاريخ دمشق: (عن الزهري عن إبراهيم بن عبد الرحمن) .
٥ الزهري.
٦ ابن المبارك: الزهد ص ٢٦٥، وإسناده صحيح. وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ ١٣ / ق ١٢٦، وابن الجوزي: مناقب ص ١٦٤.
٧ البصري.

<<  <  ج: ص:  >  >>