للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فطرحت عليه الأنطاع، وباتت عليها الخزان، فلما أصبح غدا عليها فلما نظر إليها بكى، فقال له عبد الرحمن بن عوف: "ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ أليس هذا يوم شكر؟ "، [قال] ١: "لا والله ما فتح هذا على قوم قط إلا جعل بأسهم بينهم"٢.

وعن سعيد بن المسيب: "أنّ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أصاب يوم جلولاء ثلاثين ألف ألف مثقال واف، وأخذ منها ستة آلاف ألف، فبعث بها مع زياد الذي يدعى ابن أبي سفيان، وهو يومئذ يدعى بابن عبيد، فلما قدم بذلك عليه ونظر إليه، قال: "والله لا يكنه سقف بيت حتى أقسمه فبات عبد الله بن الأرقم، وعبد الرحمن بن عوف يحرسانه في سقائف المسجد، فلما أصبح عمر غدا عليه فكشف عن جلابيبه - وهي الأنطاع٣ فنظر إليه ثم بكى، فقال له عبد الرحمن: "ما يبكيك، فوالله إن هذا لمن مواطن الشكر؟ ". قال: "والله ما ذاك أبكاني، ولكن والله ما أعطى الله هذا قوماً إلا ألقى بأسهم بينهم". ثم جلس عمر فقسمها بين المهاجرين٤ والأنصار، فبدأ بأهل بدر، ثم بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فما فرغ، وأعطى عبد الله بن عمر دون نظرائه، قال: "يا أمير المؤمنين، تضرب لي دون نظرائي؟ "، قال: "يا عبد الله، إن لك أسوة في عمر، لا يسألني الله يوم القيامة أني ملت إلى أحد"٥.


١ سقط من الأصل.
٢ ابن الجوزي: مناقب ص ١٦٤، ١٦٥، بدون إسناد.
٣ انظر: ابن منظور: لسان العرب ١/٢٧١.
٤ مطموس في الأصل، سوى (المهاجر) .
٥ ابن الجوزي: مناقب ص ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>