للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخرج، فقال: لا أرى أن تمسّ، فما كنت فاعلاً، فافعل". فقالت أم كلثوم: "واعمراه"، وكان معها نسوة فبكين معها فارتج١ البيت بكاء، فقال: "والله لو أن لي ما في الأرض من شيء لافتديت به من هول المطلع".

فقال ابن عباس: والله إني لأرجو أن لا تراها إلا مقدار ما قال الله عزوجل: {وَإِن مِّنْكُم إِلاَّ وَارِدُهَا} [مريم: ٧١] ، كنت ما علمنا لأمير المؤمنين، وسيد المؤمنين، تقضي بكتاب الله، وتقسم بالسوية، فأعجبه قولي فاستوى جالساً، فقال: "أتشهد لي بهذا يا بن عباس؟ قال: "فكففتُ فضرب على كتفي، فقال: "أتشهد لي؟ "، قلت: "نعم. أشهد"٢.

وعن قيس بن أبي حازم قال: "لما طعن عمر دخل عليّ وابن عباس، ورأسه في حجر عبد الله بن عمر، فدعا بنبيذٍ فشرب منه، فخرج من طعنته فقال بعضهم: "نبيذٌ، وقال بعضهم: دم، فدعا بشربة من لبن فشرب منه، فخرج بياض اللبن، فعرف أنه ميت، فقال لابن عمر: "ضع رأسي ثكلتك أمك فوضع رأسه، فقال: "لو كان لي ما بين المشرق والمغرب لافتديت به من هول المطلع فقال له ابن عباس: "ولِمَ يا أمير المؤمنين؟، فوالله لقد كان إسلامك عزّاً وإمارتك فتحاً، ولقد ملأت الأرض عدلاً". فقال: "تشهد لي بذلك يا ابن عباس؟ "، فكأنه كره ذلك، فقال له عليّ بن أبي طالب: "قل نعم. وأنا معك"٣.


١ الرّجّ: التحريك، والتحرّك، والاهتزاز. (القاموس ص ٢٤٣) .
٢ ابن سعد: الطبقات ٣/٣٥١، وإسناده ضعيف، فيه كثير النّواء، وهو ضعيف. (التقريب رقم: ٥٦٠٥) ، وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ ١٣/ ق ١٧٢، ١٧٣، عن ابن سعد، وابن الجوزي: مناقب ص ٢٢٤، وأشار إليه ابن حجر في فتح الباري ٧/٥٢.
٣ ابن الجوزي: مناقب ص ٢٢٤، ٢٢٥، بدون إسناد.

<<  <  ج: ص:  >  >>