للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن القاسم بن محمّد: أن عمر لما طُعِنَ جاء الناس يثنون عليه، ويودعونه، فقال عمر رضي الله عنه: "أبالإمارة تزكونني؟ "، لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عني راضٍ، وصحبت أبا بكر رضي الله عنه فسمعت وأطعت، وتُوُفِّيَ أبو بكر وأنا سامع مطيعٌ، وما أصبحت أخاف على نفسي إلاّ إمارتكم هذه"١.

وعن ابن عباس قال: "لما طعن عمر رضي الله عنه دخلت عليه، فقلت: أبشر يا أمير المؤمنين، فإن الله قد مصر بك الأمصار، فدفع بك النفاق قال: "أفي الإمارة تثني عليّ يا ابن عباس؟ فقلت: "وفي غيرها فقال: "والذي نفسي بيده، لوددت أني خرجت منها كما دخلت فيها، لا أجرَ ولا وِزْر"٢.

وعن أسلم أن عمر رضي الله عنه حين طعن قال: "لو كان لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من كرب ساعة - يعني: بذلك الموت - فكيف ولم أرد النار بعد"٣.

وعن ابن عباس، قال: "كنت مع عليّ رضي الله عنه فسمعنا الصيحة على عمر، قال: فقام وقمت معه، فدخلنا عليه البيت الذي هو فيه فقال: "ما هذا الصوت؟ "، فقالت له امرأةٌ: "سقاه الطبيب نبيذاً فخرج وسقاه٤ لبناً


١ ابن أبي شيبة: المصنف ١٤/٥٨٤، وابن سعد: الطبقات ٣/٣٥٥، وإسنادهما صحيح إلى القاسم، وهو منقطع بين القاسم وعمر بن الخطاب، وابن الجوزي: مناقب ص ٢٢٣، والمتقي الهندي: كنْز العمال ١٢/٦٧٧.
٢ ابن سعد: الطبقات ٣/٣٥١، ابن شبه: وتاريخ المدينة ٣/٩١٥، وإسنادهما حسن، فيه سماك الحنفي لا بأس به. وأبو نعيم: الحلية ص ٥٢، وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ ١٣/ ق ١٧١، وابن الجوزي: مناقب ص ٢٢٤.
٣ ابن الجوزي: مناقب ص ٢٢٤، بدون إسناد.
٤ في الأصل: (وسقا) .

<<  <  ج: ص:  >  >>