[الفصل الثاني: في حيل حركة الماء وصنعة الأواني العجيبة وما يتصل بها من صنعة الآلات المتحركة بذانها]
...
الفصل الثاني: في حيل حركة الماء وصنعة الأواني العجيبة وما يتصل بها من صنعة الآلات المتحركة بذاتها
الحركات بالماء إنما تجذب بذاتها بأن توضع إجانة أو نحوها مثقوبة الأسفل فارغة فوق الماء وتعلق بها خيوط كما تعلق بكفة الميزان وتشد بتلك الخيوط الأجسام التي يراد حركته فكلما امتلأت الإجانة رسبت في الماء وجرت الخيوط وما يتعلق بها فتحدث لذلك حركة وقد تستوي هذه الحركات بفنون من الأشكال مختلفة بعضها ألطف من بعض ومراجعها إلى ما ذكرته.
وقد يكون جنس آخر وهو أن تعمل آلة من صفر أو نحوه مجوفة لا متنفس لها ألبتة. وتوضع في سطل أو نحوه ثم يصب في السطل ماء صباً رقيقاً فكلما ازداد الماء ضفت تلك الآلة ورفعت ما يتعلق بها من الأجسام. فيحدث لذلك حركات أيضاً وتسمى هذه الآلة المجوفة الدبة.
فأما الحركات التي تحدث من غير الماء فإن منها ما يعمل بالرسل ومنها ما يعمل بالخردل والجاروس وذلك أنه تعمل آلة على هيئة البربخ طويلة ويتثقب أسفلها ثقباً صغيراً ويكون رأسها مفتوحاً ثم تملأ رملاً أو خردلاً أو نحوهما وتوضع فوقه قطعة رصاص ويشد الرصاص من خيط أو حبل ويعلق بالخيط ما يحتاج إلى تحريكه ثم يوضع البربخ في موضع منتصباً ليخرج الرمل وغيره من الثقب الذي في أسفله فكلما تناقص الرمل