فالشرك إن كان شركا يكفّر به صاحبه، وهو نوعان: شرك في الإلهية، وشرك في الربوبية، فأما الشرك في الإلهية فهو: أن يجعل لله ندا - أي: مثلاً في عبادته، أو محبته، أو خوفه، أو رجائه، أو إنابته، فهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله إلا بالتوبة منه. قال تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَف} وهذا هو الذي قاتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم مشركي العرب، لأنهم أشركوا في الإلهية. قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} وقال تعالى: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} وقال تعالى: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} ... وأما النوع الثاني: فالشرك في الربوبية - فإن الرب سبحانه هو المالك المدبر، المعطي المانع، الضار النافع، الخافض الرافع، المعز المذل، فمن شهد أن المعطي أو المانع، أو الضار أو النافع، أو المعز أو المذل غيره، فقد أشرك بربوبيته. (ر: مجموع الفتاوى ١/٩١،٩٢، ٣/٢٧٢) ، وللتوسع يراجع: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ص١٥٢-١٥٤ للإمام ابن القيم، تجريد التوحيد ص٢٧،٢٨ للإمام المقريزي،، تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ص٤٣-٤٦ للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب) . ٢ سورة الشورى /١١.