للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونكاد نجزم أن هذا العام- نعنى عام ٢٦٦ هـ- كان العام الّذي نفض ابن قتيبة يده من الكتاب، وأخذ يقرؤه على الناس ويقرؤه الناس عليه. فالمعروف عن الموفق أنه كان أديبا عالما بالأنساب، والمعروف عنه أنه كان الخليفة الفعلى على حين كان المعتمد الخليفة الاسمى، والمعروف أن الخلفاء كانوا أسبق الناس إلى تلقى هذه الكتب الجديدة وتلقى أصحابها.

نخلص من هذا إلى أن ابن قتيبة لم يكن قد وضع كتابه، أو لم يكن بدأ ينتهى منه، عند ما تولى المعتمد الخلافة سنة ٢٥٦ هـ. وأن ذلك امتد به أعواما بعد ولاية المعتمد، وأنه انتهى من كتابه عام ست وستين ومائتين، وما كاد يفرغ منه حتى دعاه إليه «الموفق» ينتفع بما فيه.

غير أنّا أخيرا نجد شيئا يلفتنا في كتاب «المحبر» ، وهو أن ابن حبيب حين أرّخ للخلفاء انتهى إلى المعتضد. و «المعتضد» ولى سنة تسع وسبعين ومائتين.

ونجد في نهاية هذا: «قال أبو سعيد السكرى: أخبرنى محمد بن سعيد بذلك كله» .

والسكرى الّذي روى الكتاب عن ابن حبيب مات سنة ٢٧٥ هـ.

وإنا نثير هذه لأنّا نجد مثلها في كتاب «المعارف» ، فعلى حين يذكر ابن قتيبة في مقدمته أنه سينتهي إلى المستعين باللَّه، حيث يقول: «ثم الخلفاء، من لدن معاوية بن أبى سفيان إلى أحمد بن محمد بن المعتصم المستعين باللَّه» «١» . نجد في الكتاب بعد ذلك- عند ذكر الخلفاء- ذكر الثلاثة بعد المستعين باللَّه، وهم: المعتز باللَّه، ومحمد المهتدي، والمعتمد على الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>